responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 276


لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا ، وقد باتوا سجّدا وقياما ، يراوحون بين جباههم وخدودهم ، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم . إذا ذكر اللَّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم ، ومادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح العاصف ، خوفا من العقاب ورجاء للثّواب . ( الخطبة 95 ، 190 ) عباد اللَّه ، إنّ تقوى اللَّه حمت أولياء اللَّه محارمه ، وألزمت قلوبهم مخافته ، حتّى أسهرت لياليهم ، وأظمأت هواجرهم . فأخذوا الرّاحة بالنّصب والرّيّ بالظَّمأِ .
واستقربوا الأجل فبادروا العمل ، وكذّبوا الأمل فلاحظوا الأجل . ( الخطبة 112 ، 220 ) وقال ( ع ) عن أصحابه المخلصين : مره العيون من البكاء ، خمص البطون من الصّيام ، ذبل الشّفاه من الدّعاء ، صفر الألوان من السّهر . على وجوههم غبرة الخاشعين .
أولئك إخواني الذّاهبون . ( الخطبة 119 ، 230 ) ويذكر ( ع ) صفات أناس في آخر الزمان فيقول : ثمّ ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النّصل ( القين الحداد ، والنصل الحديدة الحادة من السلاح ) . تجلى بالتّنزيل أبصارهم ، ويرمى بالتّفسير في مسامعهم ، ويغبقون ( أي يشربون مساء ) كأس الحكمة بعد الصّبوح ( أي بعد شراب الصباح ) . ( الخطبة 148 ، 262 ) فاسعوا في فكاك رقابكم ، من قبل أن تغلق رهائنها . أسهروا عيونكم ، وأضمروا بطونكم ، واستعملوا أقدامكم ، وأنفقوا أموالكم ، وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ، ولا تبخلوا بها عنها . ( الخطبة 181 ، 332 ) الَّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكيّة ، وأعينهم باكيّة . وكان ليلهم في دنياهم نهارا ، تخشّعا واستغفارا ، وكان نهارهم ليلا ، توحّشا وانقطاعا . ( الخطبة 188 ، 352 ) ولما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتّراب تواضعا ، والتصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا ، ولحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلَّلا . . . ( الخطبة 190 ، 3 ، 367 ) وقال ( ع ) لهمام حين سأله أن يصف له المتقين : أمّا اللَّيل فصافّون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا . يحزّنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم . فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، وتطلَّعت نفوسهم إليها شوقا ، وظنّوا أنّها

276

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست