نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 269
مدخل : عباد اللَّه : لهذه العبارة معنيان مختلفان . الأول : كل من خلقهم اللَّه فدانوا له بالعبودية ، لأنهم لا يمكنهم الخروج من سلطانه . الثاني : تلك الطبقة العالية من الناس الذين وصلوا في تقواهم وتعبدهم للَّه إلى درجة أصبحوا لا يرون بعدها أحدا أهلا للعبادة غير اللَّه . وعن هؤلاء الصفوة نرى القرآن يحدثنا في كثير من آياته ، مطلقا عليهم لقب ( عباد اللَّه ) ، وهو لقب ما حازه إلَّا الأنبياء والأوصياء وبعض الأصفياء . ففي سورة الفرقان يعدد بعضا من صفات عباد اللَّه حيث يقول : * ( وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً ، وإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً ) * . وفي سورة الدهر يصفهم سبحانه بقوله * ( عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ الله يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً ) * قيل هي عين العلم والحكمة . وفي سورة الكهف يقول سبحانه عن سيدنا الخضر ( ع ) : * ( فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا ، آتَيْناه رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا ، وعَلَّمْناه مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) * قيل هو العلم اللدني وهو من الغيب . وأما الأنبياء فكان يقرن القرآن اسمهم دائما بهذا اللقب . يكفينا لبيان ذلك استعراض بعض الآيات من سورة ( ص ) ، منها قوله جل من قائل : * ( وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الأَيْدِ ، إِنَّه أَوَّابٌ ) * وقوله : * ( وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ ، نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّه أَوَّابٌ ) * ، وقوله * ( وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي والأَبْصارِ ) * . وكذلك ما وصف به نوح وإبراهيم وموسى وهارون والياس بقوله * ( إِنَّه مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ) * ، أو قوله * ( إِلَّا عِبادَ الله الْمُخْلَصِينَ ) * . ولقد أفردنا هذا الفصل للمعنى الثاني ، بينما خصصنا الفصل الثاني للمعنى الأول .
269
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 269