responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 204


أجبتنا إليه وأريتناه ، علمنا أنّك نبيّ ورسول . وإن لم تفعل علمنا إنّك ساحر كذّاب .
فقال صلَّى اللَّه عليه وآله : وما تسألون قالوا : تدعو لنا هذه الشّجرة حتّى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك . فقال صلَّى اللَّه عليه وآله : إنّ اللَّه على كلّ شيء قدير ، فإن فعل اللَّه لكم ذلك ، أتؤمنون وتشهدون بالحقّ قالوا : نعم قال : فإنّي سأريكم ما تطلبون ، وإنّي لأعلم أنّكم لا تفيئون إلى خير ، وإنّ فيكم من يطرح في القليب ( المقصود به بئر بدر الذي طرح فيه نيف وعشرون من أكابر كفرة قريش ) ومن يحزّب الأحزاب . ثمّ قال صلَّى اللَّه عليه وآله : يا أيّتها الشّجرة إن كنت تؤمنين باللَّه واليوم الآخر ، وتعلمين أنّي رسول اللَّه ، فانقلعي بعروقك حتّى تقفي بين يديّ بإذن اللَّه . فوالَّذي بعثه بالحقّ لانقلعت بعروقها ، وجاءت ولها دويّ شديد ، وقصف كقصف أجنحة الطَّير ، حتّى وقفت بين يدي رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - مرفرفة ، وألقت بغصنها الأعلى على رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه صلَّى اللَّه عليه وآله . فلمّا نظر القوم إلى ذلك قالوا - علوّا واستكبارا - : فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها . فأمرها بذلك ، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشدّه دويّا ، فكادت تلتفّ برسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله . فقالوا - كفرا وعتوّا - : فمر هذا النّصف فليرجع إلى نصفه كما كان . فأمره صلَّى اللَّه عليه وآله ، فرجع . فقلت أنا : لا إله إلَّا اللَّه ، إنّي أوّل مؤمن بك يا رسول اللَّه ، وأوّل من أقرّ بأنّ الشّجرة فعلت ما فعلت بأمر اللَّه تعالى ، تصديقا بنبوّتك ، وإجلالا لكلمتك . فقال القوم كلَّهم : بل ساحر كذّاب ، عجيب السّحر خفيف فيه . وهل يصدّقك في أمرك إلَّا مثل هذا ( يعنونني ) . ( الخطبة 190 ، 4 ، 374 )

204

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست