responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 134


ذلك بلاغا للأنام ، ورزقا للأنعام . وخرق الفجاج في آفاقها ، وأقام المنار للسّالكين على جوادّ طرقها . ( الخطبة 89 ، 3 ، 171 ) وقذفت إليه السّموات والأرضون مقاليدها ، وسجدت له بالغدوّ والآصال الأشجار النّاضرة ، وقدحت له من قضبانها النّيران المضيئة ، وآتت أكلها بكلماته الثّمار اليانعة . ( الخطبة 131 ، 244 ) وربّ هذه الأرض الَّتي جعلتها قرارا للأنام ، ومدرجا للهوامّ والأنعام ، وما لا يحصى ممّا يرى وما لا يرى . وربّ الجبال الرّواسي الَّتي جعلتها للأرض أوتادا ، وللخلق اعتمادا . ( الخطبة 169 ، 305 ) فسبحان من لا يخفى عليه سواد غسق داج ، ولا ليل ساج ، في بقاع الأرضين المتطأطئات ، ولا في يفاع السّفع المتجاورات ( اليفاع التل ، والسفع الجبال السود ) .
وما يتجلجل به الرّعد في أفق السّماء ، وما تلاشت عنه بروق الغمام . وما تسقط من ورقة تزيلها عن مسقطها عواصف الأنواء وانهطال السّماء ويعلم مسقط القطرة ومقرّها ، ومسحب الذّرّة ومجرّها ، وما يكفي البعوضة من قوتها ، وما تحمل الأنثى في بطنها . ( الخطبة 180 ، 325 ) وكذلك السّماء والهواء والرّياح والماء . فانظر إلى الشّمس والقمر والنّبات والشّجر والماء والحجر ، واختلاف هذا اللَّيل والنّهار ، وتفجّر هذه البحار ، وكثرة هذه الجبال ، وطول هذه القلال ( القلة : رأس الجبل ) ، وتفرّق هذه اللَّغات والألسن المختلفات .
فالويل لمن أنكر المقدّر ، وجحد المدبّر . . . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 1 ) معرفة اللَّه » . ( الخطبة 183 ، 336 ) وأنشأ السّحاب الثّقال فأهطل ديمها ، وعدّد قسمها ، قبل الأرض بعد جفوفها ، وأخرج نبتها بعد جذوبها . ( الخطبة 183 ، 337 ) وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار . وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم . وحصّنها من الأود والاعوجاج ، ومنعها من التهافت والانفراج .
أرسى أوتادها ، وضرب أسدادها . واستفاض عيونها ، وخدّ أوديتها . فلم يهن ما بناه ،

134

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست