responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 106


بلا رويّة فكر آل إليها ، ولا قريحة غريزة أضمر عليها ، ولا تجربة أفادها من حوادث الدّهور ، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور ، فتمّ خلقه بأمره ، وأذعن لطاعته ، وأجاب إلى دعوته ، لم يعترض دونه ريث المبطئ ، ولا أناة المتلكَّىء . فأقام من الأشياء أودها ، ونهج حدودها ، ولاءم بقدرته بين متضادّها ، ووصل أسباب قرائنها ، وفرّقها أجناسا مختلفات في الحدود والأقدار ، والغرائز والهيئات ، بدايا ( جمع بدئ أي مصنوع ) خلائق . أحكم صنعها ، وفطرها على ما أراد وابتدعها . ( الخطبة 89 ، 1 ، 164 ) حتّى إذا بلغ الكتاب أجله ، والأمر مقاديره . وألحق آخر الخلق بأوّله ، وجاء من أمر اللَّه ما يريده من تجديد خلقه ، أماد السّماء وفطرها وأرجّ الأرض وأرجفها ، وقلع جبالها ونسفها . ودكّ بعضها بعضا من هيبة جلالته ومخوف سطوته . وأخرج من فيها ، فجدّدهم بعد إخلاقهم ، وجمعهم بعد تفرّقهم . ( الخطبة 107 ، 211 ) فتجلَّى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه ، بما أراهم من قدرته ، وخوّفهم من سطوته ، وكيف محق من محق بالمثلات ، واحتصد من احتصد بالنّقمات . ( الخطبة 145 ، 258 ) ضادّ النور بالظَّلمة ، والوضوح بالبهمة ، والجمود بالبلل ، والحرور بالصّرد . مؤلَّف بين متعادياتها ، مقارن بين متبايناتها ، مقرّب بين متباعداتها ، مفرّق بين متدانياتها . ( الخطبة 184 ، 341 ) يقول لمن أراد كونه : ( كن فيكون ) . لا بصوت يقرع ، ولا بنداء يسمع . ( الخطبة 184 ، 343 ) خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره ، ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه .
( الخطبة 184 ، 344 ) ولكنّه سبحانه دبّرها بلطفه ، وأمسكها بأمره ، وأتقنها بقدرته . ( الخطبة 184 ، 346 ) الَّذي أظهر من آثار سلطانه ، وجلال كبريائه ، ما حيّر مقل العيون من عجائب قدرته ، وردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته . ( الخطبة 193 ، 382 )

106

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست