responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 877


يكون إمام الأمة في عيشة تتماشى مع أدنى طبقة في رعيته . وقد طبق ذلك على نفسه حين لم يأكل أكثر من رغيفيه الشعير ، طالما يوجد في مملكته من لا يجد مثل هذين الرغيفين . فعند ذلك يتحقق معنى الايثار والمواساة . فإذا رأى الفقير أن إمامه يعيش مثله كان ذلك مواساة له في حرمانه ، واقتنع بأن إمامه يشعر بحاله ويحاول تخليصه من فقره ، ويتحقق بذلك معنى ( المواساة ) . أما بقية الناس ، فإنهم حين يرون إمامهم يعيش عيشة الزهد فإنهم يقتدون به ، ويعطون المحروم أفضل أموالهم ، فيتحقق عندهم معنى ( الايثار ) .
3 - التحرر : فعند ما يزهد الانسان بمتاع الدنيا يستغني عنها ، فيصبح حرا من إسارها ، ويضع أثقال المادة عن كاهله ، ويصبح نشيطا في حركته نحو آماله الروحية . ولذلك كان الإمام ( ع ) يصف المتقين بأن حاجاتهم خفيفة ، أي لا يحتاجون من الدنيا إلَّا ما يقيم أودهم ويسدّ خلَّتهم . وعند ما يتحرر الانسان يصبح عطاؤه كثيرا . وفي ذلك قيل : الزاهد قليل المئونة كثير المعونة .
4 - رياضة النفس على التقوى : وذلك بحرمانها من الشهوات واللذائذ ، فبذلك تصبح طيّعة منقادة لصاحبها ، في فعل الواجبات وترك المحرمات ، والعمل للآخرة والسير نحو اللَّه ، وتلقّي الفيوضات الإلهية .
( 365 ) الايثار والمواساة يراجع المبحث ( 113 ) على الإمام أن يعيش كأضعف الناس .
قال الإمام علي ( ع ) : في نهاية الخطبة الشقشقية : أما والَّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، لولا حضور الحاضر وقيام الحجّة بوجود النّاصر ، وما أخذ اللَّه على العلماء أن لا يقارّوا على كظَّة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . ( الخطبة 3 ، 44 ) إنّ اللَّه تعالى فرض على أئمّة العدل ، أن يقدّروا أنفسهم بضعفة النّاس ، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره . ( الخطبة 207 ، 400 ) ومن كتاب له ( ع ) إلى عثمان بن حنيف الأنصاري عامله على البصرة . . . يراجع الكتاب

877

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 877
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست