نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 788
عجيب داراته وشموسه خالص العقيان ( أي الذهب الخالص ) وفلذ الزّبرجد ( حجر كريم أخضر اللون ) . ( الخطبة 163 ، 295 ) ( 344 ) علم الحيوان قال الإمام علي ( ع ) : يصف عجيب خلقة الطيور : ابتدعهم خلقا عجيبا من حيوان وموات ، وساكن وذي حركات . وأقام من شواهد البيّنات على لطيف صنعته وعظيم قدرته ، ما انقادت له العقول معترفة به ومسلَّمة له . ونعقت في أسماعنا دلائله على وحدانيّته . وما ذرأ من مختلف صور الأطيار ، الَّتي أسكنها أخاديد الأرض ، وخروق فجاجها ورواسي أعلامها . من ذات أجنحة مختلفة وهيئات متباينة ، مصرّفة في زمام التّسخير ، ومرفرفة بأجنحتها في مخارق الجوّ المنفسح ، والفضاء المنفرج . كوّنها بعد إذ لم تكن ، في عجائب صور ظاهرة ، وركَّبها في حقاق مفاصل محتجبة ، ومنع بعضها بعبالة خلقه ( أي ضخامة جسمه ) أن يسمو في الهواء خفوفا ، وجعله يدفّ دفيفا ( الدفيف تحريك الجناحين والرجلين على الأرض ) . ونسقها على اختلافها في الأصابيغ ، بلطيف قدرته ودقيق صنعته . فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه ، ومنها مغموس في لون صيغ قد طوّق بخلاف ما صبغ به . ( الخطبة 163 ، 293 ) وقال ( ع ) في معرض وصفه للطاووس ، ينفي زعم من يقول إن الطاوس يلقح أنثاه بدمعة تذرفها عينه فتشربها أنثاه فتحمل : ولو كان كزعم من يزعم أنّه يلقح بدمعة تسفحها مدامعه ، فتقف في ضفّتي جفونه ، وأنّ أنثاه تطعم ذلك ، ثمّ تبيض لا من لقاح فحل سوى الدّمع المنبجس ، لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب ( أي إنّ هذا الزعم كائن أيضا في الغراب ، إذ قالوا إن تلقيحه يكون بانتقال جزء من الماء المستقر في قانصة الذكر إلى الأنثى فتتناوله من منقاره . ومنشأ هذا الزعم في الغراب أنه يخفي تلقيحه ) . ( الخطبة 163 ، 294 )
788
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 788