نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 692
( 270 ) حياة القلب وارتقاء الروح مدخل : حياة القلب ، وميّت الاحياء ذكرنا في مبحث ( النفس ) أن للنفس ثلاث حالات ، هي النفس المطمئنة والأمارة واللوامة . وهذه الحالات مركزها القلب . فيقع القلب في نزاع بين قوتين : هما النفس المطمئنة والنفس الأمارة بالسوء ، إحداهما تدعوه إلى الهدى والأخرى تدعوه إلى الهوى . فإذا استولت النفس المطمئنة على القلب أشاعت فيه معالم الهداية والدين والحكمة واليقين ، فزهر مصباح الهدى فيه ، وأضاء نور الحق في جنبه ، وتعلق بالمحل الأعلى . تلك هي حياة القلب . وأما إذا استولت النفس الأمارة على القلب جعلته مركزا للهوى والشهوات والمعاصي والملذات ، وعطلت فيه كل نوازع الروح والدين ، وقطعت كل علاقة له باللَّه ، فانقلب صاحبه من إنسان إلى حيوان ، وأصبح قلبه ميتا وإن كان هو حيا ، وذلك ميّت الاحياء . وعند ما يموت القلب ، تصبح كل الحواس مسخرة لخدمة الهوى والشهوات ، وليس لخدمة الهدى والقلب ، فعندها يصاب الانسان بعمى القلب ، مصداقا لقوله تعالى * ( فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ ، ولكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) * « الحج - 46 » . فهو يملك بصرا وسمعا وعقلا ، ولكنه لا يهتدي بها ولا يستفيد منها ، مصداقا لقوله سبحانه * ( وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ والإِنْسِ ، لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ، ولَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ، ولَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها . أُولئِكَ كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ، أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ ) * « الأعراف - 179 » . وفي ذلك يقول الإمام علي ( ع ) : فالصّورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان . . . وذلك ميّت الأحياء . النصوص : قال الإمام علي ( ع ) : وإنّما ذلك بمنزلة الحكمة ، الَّتي هي حياة للقلب الميّت . . . ( الخطبة 131 ، 245 )
692
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 692