responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 660


( 253 ) الحقوق المتبادلة بين الراعي والرعية قال الإمام علي ( ع ) : أيّها النّاس إن لي عليكم حقّا ، ولكم عليّ حقّ : فأمّا حقّكم عليّ فالنّصيحة لكم ، وتوفير فيئكم عليكم ، وتعليمكم كيلا تجهلوا ، وتأديبكم كيما تعلموا . وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة ، والنّصيحة في المشهد والمغيب ، والإجابة حين أدعوكم ، والطَّاعة حين آمركم . ( الخطبة 34 ، 92 ) أمّا بعد ، فقد جعل اللَّه سبحانه لي عليكم حقّا بولاية أمركم ، ولكم عليّ من الحقّ مثل الَّذي لي عليكم . فالحقّ أوسع الأشياء في التّواصف ، وأضيقها في التّناصف . لا يجري لأحد إلَّا جرى عليه ، ولا يجري عليه إلَّا جرى له . ( الخطبة 214 ، 409 ) . . . وأعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق ، حقّ الوالي على الرّعيّة وحقّ الرّعيّة على الوالي . فريضة فرضها اللَّه سبحانه لكلّ على كلّ . فجعلها نظاما لألفتهم ، وعزا لدينهم .
فليست تصلح الرّعيّة إلَّا بصلاح الولاة ، ولا تصلح الولاة إلَّا باستقامة الرّعيّة . فإذا أدّت الرّعيّة إلى الوالي حقّه ، وأدّى الوالي إليها حقّها ، عزّ الحقّ بينهم ، وقامت مناهج الدّين ، واعتدلت معالم العدل ، وجرت على أذلالها السّنن ، فصلح بذلك الزّمان . وطمع في بقاء الدّولة ، ويئست مطامع الأعداء . وإذا غلبت الرّعيّة واليها ، أو أجحف الوالي برعيّته ، اختلفت هنالك الكلمة ، وظهرت معالم الجور . وكثر الإدغال في الدّين ( أي الفساد ) ، وتركت محاجّ السّنن . فعمل بالهوى ، وعطَّلت الأحكام ، وكثرت علل النّفوس ، فلا يستوحش لعظيم حقّ عطَّل ، ولا لعظيم باطل فعل فهنالك تذلّ الأبرار ، وتعزّ الأشرار . وتعظم تبعات اللَّه سبحانه عند العباد .
فعليكم بالتّناصح في ذلك ، وحسن التّعاون عليه . فليس أحد - وإن اشتدّ على رضا

660

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 660
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست