نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 61
( 1 ) معرفة اللَّه - دلائل وجوده - مظاهر التقدير والتدبير مدخل : تنقسم معرفة اللَّه تعالى إلى قسمين : الأول : معرفة وجوده والإقرار بأنّه واجب الوجود . الثاني : معرفة كنهه وإدراك حقيقة ذاته . فأمّا الأول فواجب على كلّ انسان ، ويتمّ ادراك وجود الخالق العظيم عن طريق آلائه وآثاره في خلقه . قال تعالى : * ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّه الْحَقُّ . أَولَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) * « فصلت - 53 » وتتم معرفة اللَّه هذه بالعقل والتفكير وليس بالتبعية والتقليد . وأما الثاني فمحال على المخلوق ، لأنّ عقل الانسان وحواسه محدود ، وهي قاصرة عن معرفة كنه بعض المخلوقات المحدودة ( كالروح مثلا ) ، فكيف بها أن تدرك حقيقة الخالق اللامحدود . قال تعالى : * ( لا تُدْرِكُه الأَبْصارُ ، وهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ ، وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) * « الأنعام - 103 » . وقد ورد الحضّ على التفكر في مخلوقات اللَّه والنهي عن التفكَّر في ذات اللَّه . وذلك لأنّ اللَّه فوق ما يتصوره العقل والفكر . لذلك قال النبي « ص » : « لا تفكَّروا في ذات اللَّه فتهلكوا » . وقال الإمام علي « ع » : « ولا تقدّر عظمة اللَّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين » . وسوف نقف في هذا الفصل على قبسات من العلم الإلهي من نبع العلم الإلهي ، الذي قال فيه النبي « ص » قوله المأثور : « يا علي ، ما عرف اللَّه إلَّا أنا وأنت ، وما عرفك إلَّا اللَّه وأنا » .
61
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 61