نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 591
بطعمة ، ولكنّه في عنقك أمانة ، وأنت مسترعى لمن فوقك ، ليس لك أن تفتات ( أي تستبدّ ) في رعيّة ، ولا تخاطر إلَّا بوثيقة . ( الخطبة 244 ، 445 ) ومن كتاب له ( ع ) إلى عماله على الخراج : فأنصفوا النّاس من أنفسكم ، واصبروا لحوائجهم ، فإنّكم خزّان الرّعيّة ، ووكلاء الأمّة ، وسفراء الأئمّة . ( الخطبة 290 ، 515 ) ومن عهده ( ع ) إلى مالك الأشتر : وأشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة والمحبّة لهم واللَّطف بهم ، ولا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدّين ، أو نظير لك في الخلق . ( الخطبة 292 ، 1 ، 518 ) ولا تقولنّ إنّي مؤمّر آمر فأطاع ، فإنّ ذلك إدغال في القلب ومنهكة للدّين وتقرّب من الغير . ( الخطبة 292 ، 1 ، 518 ) ( 209 ) العدل سبيل الاستقرار والسعادة مدخل : العدل في نظر الإمام ( ع ) هو الأصل الذي يستطيع أن يحقق توازن المجتمع ، ويرضي جميع أفراده ويهب لهم السلام والأمن والطمأنينة والرضى . أما الظلم والتمييز الطبقي فهو لا يرضي حتى نفس الظالم ، فكيف بالمظلومين والمحرومين . لذلك لم يهادن الإمام ( ع ) أحدا في الحق ، ولم تأخذه في إقامة العدل لومة لائم . ومن ذلك أنه ردّ كل شيء أقطعه عثمان لأقربائه من أموال المسلمين . ولما قيل له : أقم العدل من الآن فصاعدا ولا تنظر إلى ما مضى ، قال ( ع ) : « الحق قديم لا يبطله شيء » . ويذكر الإمام ( ع ) في مقارنته بين العدل والظلم ، أن في العدل سعة ، وأن في الجور ضيقا . فالمؤمن يقنع بالعدل ولا يتجاوز حدوده ، فيعيش في استقرار وسعادة . أما الفاسق الذي يتجاوز حدود العدل ، فليس أمامه حدود تحده ، فكلما بلغ مبلغا من شهواته ، تعطَّش إلى شهوات أخرى ، فيعيش دائما في ضيق وقلق ، ولا يبلغ حد الاستقرار والسعادة .
591
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 591