نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 440
وسجاح وطليحة بن خويلد ) ، يدعون إلى محق دين محمّد - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما ، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم الَّتي إنّما هي متاع أيّام قلائل ، يزول منها ما كان ، كما يزول السّراب ، أو كما يتقشّع السّحاب . فنهضت في تلك الأحداث ، حتّى زاح الباطل وزهق ، واطمأنّ الدّين وتنهنه . ( الخطبة 301 ، 547 ) نقد الإمام « ع » للخلفاء الذين سبقوه لا ينكر أن الإمام ( ع ) انتقد الخلفاء السابقين له ، ولكن نقده لم يكن نقدا عاطفيا ، وأنّما كان نقدا منطقيا ، وهذا هو الذي يمنحه أهمية عظمى . وينقسم هذا النقد في نهج البلاغة إلى قسمين : قسم عام : يشتمل على توجّده من الخلفاء لاغتصابهم حقه القطعي المسلَّم به . قسم خاص : يشتمل على نقده لشخصية كل خليفة وبيان نقاط ضعفه . نقد أبي بكر الصديق : تركز نقد الإمام علي ( ع ) للخليفة الأول على ثلاثة أمور : الأول : إنّه أخذ الخلافة وهو يعلم أن الإمام ( ع ) أولى بها منه ومن غيره . يقول ( ع ) : « أما واللَّه لقد تقمّصها ( ابن أبي قحافة ) ، وإنّه ليعلم محلَّي منها محلّ القطب من الرّحى » . الثاني : كان أبو بكر كثيرا ما يطلب إقالته من الخلافة لشعوره بأنه غير أهل لها ، ومن ذلك قوله الصريح : « أقيلوني أقيلوني ، فلست بخيركم » . فكيف بمن كان يقرّ بعدم أهليته للخلافة ، يجوز له أن يعين أيضا غيره للخلافة . الثالث : أنكر الخليفة الأول أن يكون النبي ( ص ) قد أوصى بالخلافة لأحد ، وزعم أنه تركها شورى بين المسلمين . لكنه ما لبث أن ضرب بالشورى عرض الحائط ، حين أوصى بالخلافة لشخص معين . فكأن الشورى عنده وسيلة للوصول إلى الغاية ، ينفيها حيث يريد ، ويثبتها حيث يشاء . نقد عمر بن الخطاب : وأما الخليفة الثاني فان الإمام ( ع ) ينتقده إضافة لما سبق من غصبه حقه في الخلافة ، في
440
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 440