responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 43


الدوافع إلى تأليف هذا الكتاب من المؤسف حقاً أن يهتم الأجانب بتراثنا العربي الإسلامي ، أكثر من أهتمامنا به ، فقد دأب المستشرقون على طبع الكتب العربية الهامة ، وشرحها وتدقيقها وتصنيفها ، واعتنوا بذلك اعتناء غريباً ، فأخرجوها مرتبة مشكّلة مبوّبة مصححة ، على عكس ما هي عليه أغلبية كتبنا ويا للأسف .
ومن المؤكد أنهم لم يقوموا بهذه المهمات الجسام إلا لتقديرهم لقيمة هذه الكتب وقيمة ما تنطوي عليه من علوم ومعارف وأفكار ومبادئ . . . بيد أن هذا لم يخل من التحريف المقصود لبعض الأفكار ومن التشكيك المعتمد في بعض المبادئ ، كجزء من الخطة التي يعمل الغرب على تحقيقها ، وهي تمييع تراثنا الفكري والحضاري وقطع الصلة بيننا وبينه ، حتى ننفض أيدينا من أي محتوى حضاري وتاريخي ، قد يكون ركيزة لنا يوماً من الأيام إلى نهضة مشرفة شاملة .
ان أعمال هؤلاء المستشرقين وأمثالهم على جانب كبير من السوء والخطر ، بيد أن التبعة في ذلك علينا أكبر وأمر ، لأن الاهتمام بتراثنا والمحافظة عليه هو من واجباتنا الأساسية ، ولو كنا قمنا بذلك لما فسحنا المجال لغيرنا للعبث بتراثنا وتشويه حقائقنا ومعتقداتنا .
وكم هي وصمة عار أن يتناول أعداؤنا مصادرنا التاريخية والأدبية والدينية ليعرضوها بالأسلوب الذي يريدونه ، ويخرجوها بالطريقة التي يبغونها .
ولعل من أهم هذه المؤلفات التي تسترعي الملاحظة والاهتمام كتاب ( تفصيل آيات القرآن الحكيم ) لجول لا بوم - تعريب محمد فؤاد عبد الباقي . ذلك الكتاب الذي رتب فيه المؤلف الغربي آيات القرآن الكريم مصنفةً على فصول وأبواب ، حسب المعاني والأفكار . . .
وليتصور أحدنا كم هو مؤلم حقاً أن يرى المسلم قرآنه ترتبه الأجانب وتهتم به أكثر منه ، ثم تصنفه على هواها ووفق أغراضها ومآربها .
ان فكرة تأليف الكتاب السابق الذكر ، هي التي دفعتني إلى تصنيف كتاب « نهج البلاغة » بحيث يترتب وفق موضوعاته وأفكاره ، على أبواب وفصول ومباحث . فنهج البلاغة لم يحاول جامعه وهو الشريف الرضي أن يدخل فيه أي ترتيب أو تنظيم ، إذ كانت مهمته

43

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست