نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 329
( 113 ) على الإمام أن يعيش كأضعف الناس مدخل : شكا العلاء بن زياد الحارثي أخاه عاصم إلى أمير المؤمنين ( ع ) بأنه لبس العباءة وتخلى عن الدنيا . فجيء بعاصم إلى الإمام ( ع ) فأنّبه ، وقال له : أترى اللَّه أحل لك الطيبات ، وهو يكره أن تأخذها . فاستنكر عاصم على الإمام ( ع ) تقشفه وزهده ، وهو يدعوه إلى ترك التقشف . فأجابه الإمام ( ع ) بأن ما يطلب من الإمام غير ما يطلب من غيره ، فان اللَّه فرض على إمام الأمة أن يعيش كأضعف شخص في رعيته ، حتى يتأسى به الفقير ، ولا يطغى الغني . وفي هذا المعنى قام الإمام ( ع ) في البحار ج 4 ص 336 : إنّ اللَّه جعلني إماما لخلقه ، ففرض عليّ التّقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي ، كضعفاء النّاس ، كي يقتدي الفقير بفقري ، ولا يطغي الغنيّ غناه . النصوص : قال العلاء بن زياد الحارثي للإمام ( ع ) : يا أمير المؤمنين ، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد . قال : وما له قال : لبس العباءة وتخلى عن الدنيا . قال : عليّ به . فلما جاء قال : يا عديّ نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك وولدك أترى اللَّه أحلّ لك الطَّيّبات ، وهو يكره أن تأخذها أنت أهون على اللَّه من ذلك . قال : يا أمير المؤمنين ، هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك . قال ( ع ) : ويحك ، إنّي لست كأنت ، إنّ اللَّه تعالى فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا ( أي يقيسوا ) أنفسهم بضعفة النّاس ، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره ( أي كيلا يهيج به ألم الفقر فيهلكه ) . ( الخطبة 207 ، 400 ) من كتاب له ( ع ) إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وكان عامله على البصرة ، وقد بلغه
329
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 329