نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 273
لو لم يتوعّد اللَّه على معصيته ، لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه . ( 290 ح ، 625 ) إلهي ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنّتك ، بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك . ( قول مشهور ) ( 73 ) أصل العبادة ذكر اللَّه مدخل : أن أصل العبادة في جميع آثارها المعنوية والأخلاقية والاجتماعية هو شيء واحد ، ألا وهو : ذكر اللَّه على كل حال . ولذلك يقول سبحانه لموسى ( ع ) : * ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) * . لأن المداومة على ذكر اللَّه تجعل العبد يدرك أنه مراقب دائما من اللَّه ، يسمعه ويراه . عند ذلك يكون ذكر اللَّه جلاء للقلب وصفاء للنفس وتطهيرا للروح . فتصبح نفس الإنسان مستعدة لتلقي الحكمة والإلهام من اللَّه سبحانه . النصوص : قال الإمام علي ( ع ) : أفيضوا في ذكر اللَّه ، فإنّه أحسن الذّكر . وارغبوا فيما وعد المتّقين ، فإنّ وعده أصدق الوعد . ( الخطبة 108 ، 213 ) وقال ( ع ) في صفة المتقي : يمسي وهمّه الشّكر ، ويصبح وهمّه الذّكر . . . إن كان في الغافلين كتب في الذّاكرين ، وإن كان في الذّاكرين لم يكتب من الغافلين . ( الخطبة 191 ، 378 ) قال ( ع ) عند تلاوته * ( يُسَبِّحُ لَه فِيها بِالْغُدُوِّ والْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله ) * : إنّ اللَّه سبحانه وتعالى جعل الذّكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، وتبصر به بعد العشوة ، وتنقاد به بعد المعاندة . وما برح للَّه - عزّت آلاؤه - في البرهة بعد البرهة ، وفي أزمان الفترات : عباد ناجاهم في فكرهم ، وكلَّمهم في ذات عقولهم . ( الخطبة 220 ، 420 )
273
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 273