نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 151
( 34 ) العدل الإلهي - اللَّه منزّه عن فعل القبيح الخير من اللَّه والشر من أنفسنا مدخل : العدل : بعد إيماننا بوحدانية اللَّه تعالى نؤمن بأنّه عادل . و ( العدل ) هو ثاني الأصول الاعتقادية عند الشيعة بعد التوحيد . وهو من صفات اللَّه الثبوتية الحقيقية ، التي تنطلق من كماله المطلق . والعدل يعني أنه منزه عن فعل القبيح ، ولا يفعل إلَّا الحسن ولا يأمر إلَّا به ، ولا تصدر أعماله سبحانه إلَّا عن مصلحة وحكمة * ( رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ ) * . ويتجلى عدل اللَّه تعالى في كل شيء ، سواء في الأمور التكوينية كالخلق ، أو في الأمور التشريعية كأحكام الدين . فهو لا يجور في قضائه ولا يحيف في حكمه ، ولا يكلف عباده ما لا يطيقون ، ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون . ومن العدل تنبثق بقية الأصول الاعتقادية ، أعني النبوة والإمامة واليوم الآخر . فإذا كان سبحانه كلَّف الانسان أن يكون خليفته في الأرض ، بعد أن أعطاه القدرات لهذه الخلافة ، كان لا بدّ له من إرسال الأنبياء ليبينوا للناس معالم هذه الخلافة وقواعدها ، ومن حفظها بالأوصياء والأئمة . وبما أنه سبحانه أعطى الانسان القدرة والاختيار وجعله مسؤولا عن هذه الخلافة ، كان لا بدّ من محاسبته على تلك المسؤوليّة وإعطائه الجزاء العادل ، وهذا يستدعي وجود اليوم الآخر . وعند ما يشعر الانسان أن كلّ شيء يقوم على عدالة اللَّه سبحانه ، سواء في خلقه للكون أو في وضعه للتشريع ، فانّه يشعر بالانسجام التام بين فطرته الداخلية التي تدعوه إلى العدل ، وبين الكون والتشريع القائمين على العدل ، فتتوجه أعماله إلى إشاعة العدل في كلّ شؤونه الفردية والاجتماعية ، وبذلك ينتفي الظلم والجور في المجتمع .
151
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 151