نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 34
وأن المراد بقوله : ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) إنما أراد به نعمتي اللتين هما في الدنيا والآخرة . والباء في قوله تعالى : ( بيدي ) تقوم مقام اللام ، فكأنه قال : خلقت ليدي ، يريد به لنعمتي ، كما قال [1] : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [2] والعبادة من الله تعالى نعمته عليهم ، لأنها تعقبهم ثوابه تعالى في النعيم الذي لا يزول ، وفي تأويل الآية وجه آخر ، وهو : أن المراد باليدين فيها هما [3] القوة والنعمة ، فكأنه قال خلقت بقوتي ونعمتي ، وفيه وجه آخر وهو ، أن إضافة اليدين إليه إنما أريد به تحقق الفعل له وتأكيد إضافته إليه وتخصيصه به دون ما سوى ذلك من قدرة أو نعمة أو غيرهما ، وشاهد ذلك قوله تعالى : ( ذلك بما قدمت يداك ) [4] وإنما أراد : ذلك بما قدمت من فعلك ، وقوله تعالى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) [5] والمراد به : فبما كسبتم . والعرب تقول في أمثالها : ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) [6] يريدون به أنك فعلت ذلك وتوليته وصنعته واخترعته وإن لم يكن الإنسان استعمل به جارحتيه اللتين هما يداه في ذلك الفعل .
[1] فيه نظر ش ظ . [2] الذاريات : 56 . [3] ( ش ) ( ح ) ( ق ) : هو . [4] الحج : 10 . [5] الشورى : 30 . [6] قال العلامة أبو الفضل الشيخ أحمد الميداني المتوفى سنة 518 ه في تأليفه النفيس ( مجمع الأمثال - ص 335 ج 2 ط مصر 1342 ه * : قال المفضل أصله أن رجلا كان في جزيرة من جزائر البحر فأراد أن يعبر على زق قد نفخ فيه فلم يحسن أحكامه حتى إذا توسط البحر خرجت منه الريح فغرق فلما غشيه الموت استغاث برجل فقال له : ( يداك أوكتا وفوك نفخ ، يضرب لمن يجني على نفسه الحين ) ) وكى القربة : سدها بالوكاء : رباط القربة . انظر ( فرائد اللآل في مجمع الأمثال - ص 363 ج 2 ط بيروت 1312 ه ) لوحيد عصره العلامة الشيخ إبراهيم الأحدب ( المتوفى سنة 1308 ه ) . چ . * قال قاضي القضاة أحمد بن خلكان ( المتوفى بدمشق سنة 681 ه عن 73 سنة ) في كتابه النفيس ( وفيات الأعيان - ص 6 ج 2 ط مصر 1355 ه ) : وأتقن ( يعني الميداني ) فن العربية خصوصا اللغة وأمثال العرب . وله فيها التصانيف المفيدة ، منها كتاب ( الأمثال ) المنسوب إليه ، ولم يعمل مثله في بابه . چ .
34
نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 34