نام کتاب : إيمان أبي طالب نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 24
والاستعطاف فلم يحفل بهم [1] . ولم تزل قريش بعد ذلك خائفة من أبي طالب ، مشفقة على أنفسها من أذى يلحق النبي صلى الله عليه وآله ، وهذا هو النصر الحقيقي نابع عن صدق في الولاية ، وبه ثبتت النبوة ، وتمكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أداء الرسالة ، ولولاه ما قامت الدعوة ، ومن لم يعرف باعتباره إيمان صاحبه وعظم عناه في الدين ، خرج من حد المكلفين . على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يزل عزيزا ما كان أبو طالب حيا ، ولم يزل به ممنوعا من الأذى ، معصوما حتى توفاه الله تعالى ، فنبت [2] به مكة ، ولم تستقر له فيها دعوة ، وأجمع القوم على الفتك به ، حتى جاءه الوحي من ربه ، فقال له جبرئيل عليه السلام : إن الله عز وجل يقرئك السلام ، ويقول لك : اخرج عن مكة فقد مات ناصرك ( 4 ) . فخرج عليه السلام : هاربا مستخفيا بخروجه ، وبيت أمير المؤمنين بدلا منه على فراشه ، فبات موقيا له بنفسه ، وسالكا بذلك منهاج أبيه رضي الله عنه في ولايته ونصرته ، وبذل النفس دونه . فكم بين من أسلم نفسه لنبيه ، وشراها الله تعالى في طاعة نبيه صلى الله عليه وآله ، وبين من حصل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أمن وحرز ، وهو لا
[1] الطبقات الكبرى 1 : 202 ، الحجة على الذاهب : 286 [2] يقال : نبت بي تلك الأرض : أي لم أجد بها قرارا " لسان العرب - نبا - 15 : 302 " ( 3 ) الحجة على الذاهب : 290 شرح نهج البلاغة 4 : 70 .
24
نام کتاب : إيمان أبي طالب نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 24