نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 289
الثاني اليقين بأن الوحي سواء كان بنزول الملك أو بنوع آخر يختص بالأنبياء وإن من ادعى ذلك لغيرهم فقد أخطأ وكفر . ولا سبيل إلى رفع اليد عن أحد اليقينين ، بل الصحيح التدبر في مراد المتكلمين من قولهم بكفر من ادعى الوحي لغير الأنبياء ، والدقة في الموارد التي ذكرناها . والتحقيق إن ارتباط إنسان مع عالم الغيب ونزول الوحي إليه إما بواسطة الملك أو بدونها ، قد يكون نزولا رسميا يأتي إليه بحكم يكون بمنزلة إعطاء منصب إلهي هي النبوة ولكنها تستلزم الوحي والإلهام مثل أمراء الملك و حكامه في البلاد فالنبي من كلف بإحياء شريعة الله وتوحيده على وجه الأرض كمنصب رسمي من قبله ( تعالى ) أو كسفير بينه وبين عباده ونزول الوحي أو الملك إليه بمنزلة الأحكام والأوامر الرسمية التي تصدر من ناحية الملك إلى وزرائه وأمرائه . وقد يكون ارتباط إنسان مع الله ( تعالى ) بالوحي أو بنزول الملك لا بعنوان أن يكون نبيا ينبأ عن الله ( تعالى ) أو رسولا وسفيرا بينه وبين خلقه بل لتسديده في نفسه أو ليلتذ بمناجاة ربه لأنه يحبهم ويحبونه ، أو يعلمه ( تعالى ) وظائفه الشخصية وإن كانت وظيفته تكميل دين نبيه وحفظ الأمة عن الضلال . والفرق بين المكتوب الرسم الذي يرسله الملك إلى بعض أمرائه بيد خادمه الخصوص وبين ما يرسله إلى أولاده وأصدقائه وأقربائه لإظهار المحبة ونحوها واضح ، وليس الفرق بينهما في كيفية حصول الربط أو الشخص الذي يكون واسطة بينهما ، بل الفرق في نوعي الرسالتين والمكتوبين وخصوصية الارتباطين .
289
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 289