نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 220
وصرح ابن حزيمة في الناسخ والمنسوخ أن أبا حنيفة جوزه ونسبه الآمدي إلى مالك وأصحاب أبي حنيفة ، وعلى كل حال ، فالحق الحقيق بالاتباع هو عدم نسخ القرآن بغير آيات القرآن ، ومن تأمل فيما ذكروه لإثبات ذلك يجدها وجوها ظنية واستحسانية وأقصى ما فيها جواز ذلك عقلا ، وأين ذلك من إثبات الوقوع ؟ ويظهر من كلام المصنف - قدس سره - أن القائل بجواز نسخ القرآن بالسنة لم يكن موجودا في زمانه من الشيعة حيث لم يذكر خلافا عن الشيعة ، وإنما نسبه إلى كثير من المتفقهة والمتكلمين ، وإنما ظهر هذا القول بينهم في العصر المتأخر حيث وقفوا على أقاويل العامة المذكورين فتبعوهم في ذلك فيكون ملحوقا بالاجماع . ز . القول 134 : في خلق الجنة والنار - 124 / 7 . حكى العلامة الحلي - قدس سره - عن أبي علي الجبائي وأبي الحسين البصري وأبي الحسن الأشعري أنهم قالوا بأن الجنة والنار مخلوقتان الآن ، وحكي خلاف ذلك عن أبي هاشم بن الجبائي والقاضي عبد الجبار بن أحمد الرازي ، والحق هو الأول ويدل عليه جملة من الآيات الصريحة في ذلك . وشبهة المنكرين لخلقهما أنهما لو كانتا مخلوقتان لهلكتا لقوله تعالى : ( كل شئ هالك إلا وجهه ) مع أن القرآن يصرح بأن ( أكلها دائم ) ، وأجاب المثبتون بأن المراد من الهلاك هو استفادة الوجود من الغير وهما هالكان بهذا المعنى ، ويظهر من بعض الآثار أن زرارة بن أعين من قدماء رواة الشيعة كان يقول أيضا : إن الجنة والنار لم تخلقا بعد وأنهما ستخلقان ، لكن الصحيح من مذهب الإمامية ما أشرنا إليه . ز . القول 134 : واختلفوا في الاعتلال - 124 / 13 . قد سبقت الإشارة إلى اختلاف المتكلمين في كيفية فناء الأجسام وإعدامها وعرفت أن أبا هاشم كان يزعم أن فناء واحدا يكفي لفناء الأجسام بأجمعها .
220
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 220