نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 200
الفرد والجزء الذي لا يتجزى . والبحث عنه قديم معروف في الفلسفة اليونانية والاسلامية تكتم فيه هرقليطس ( Heraclitus ) من قدماء اليونانيين ، ثم ديمقراطيس ( Democritus ) المعروف بنظريته ( المذهب الذري ) ، وتبعهما من متأخريهم ابيقورس ( Epicurus ) وغيره . فهم يذهبون إلى أن هناك عددا غير متناه من أجزاء أو ذرات مبثوثة في فضاء أو فراغ لا نهاية له . وأنها في حركة دائمة تتجمع تارة وتتفرق أخرى لا لتسبيب محرك ولا لغرض وغاية بل لحركة ذاتية هي جزء من حقائقها ويتكرر هذا التجمع والتفرق إلى ما لا نهاية له . والمتكلمون بحثوا عنه لإبطال مذاهبهم ولما له من العلاقة بإثبات النفس وإثبات المعاد الجسماني وغيرهما ، فذهب أكثرهم إلى أن الأجسام تنحل إلى أجزاء صغار لا يمكن أن تكون لها أجزاء أخر ولا يجوز على شئ منها الانقسام لا بالفعل ولا في التعقل ، فالجسم عندهم مركب من أجزاء متناهية بالفعل لا تقبل القسمة بوجه لا قطعا لصغرها ولا كسرا لصلابتها ولا وهما لعجز الوهم عن تمييز طرف منها عن الآخر . ز . القول 82 : إبراهيم بن سيار النظام - 95 / 6 . نسبوا إلى النظام القول بانقسام كل جزء إلى أجزاء بلا نهاية ، وذكروا أنه ألف كتابا سماه ( الجزء ) وأقام فيه البراهين على إنكار الجزء الذي لا يتجزى . قال الأشعري في ( مقالات الاسلاميين ) : إنه يقول أن لا جزء إلا وله جزء ولا بعض إلا وله بعض وأن الجزء جائز التجزئة أبدا ولا غاية له في باب التجزي . والمتعصبون للنظام من المعتزلة يصححون قوله بأنه إنما أحال جزء لا يقسمه الوهم ، وأنه أراد أنه ليس جزء من الجواهر ويقسمه الوهم بنصفين .
200
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 200