نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 170
استحقاقاتهم للجزاء الحسن والمسئ في النشأة السابقة ، فالصالح الخير يجعل روحه في قالب ينعم عليه فيه بسبب ما كان يستحقه من أعماله الصالحة ، والشرير الطالح يجعل روحه في قالب يعذب فيه لما اقترفه من السيئات والجرائم ، جعلوا النبوة أيضا نتيجة لاستحقاق سابق ينالها من يستحقه ، وهؤلاء التناسخية هم الغلاة الذين لا صلة لهم أصلا بمذهب المسلمين من الشيعة وأهل السنة وإنما كانوا يتسترون بأنفسهم تحت ستار التشيع وغيره تمويها وترويجا لأغراضهم الفاسدة . وعقيدة التناسخ قديمة كانت موجودة في معتقدات كثير من الملل السابقة على العصر الاسلامي كأهل يونان والهند وغيرهما وعنهم سرت إلى الغلاة ومن يحذو حذوهم . وأما ما أشار إليه من مخالفة بني نوبخت فقد أشرنا سابقا إلى أنهم من جهة اشتغالهم بعلوم الأوائل ومطالعة كتب الفلسفة ربما كانوا يحتجون [ يجنحون ظ ] إلى بعض آراء شاذة مخالفة لما عليه جمهور الشيعة وفقاءهم . ز . القول 35 : في التفضيل على من سواه - 63 / 12 . قال علامة اليمن أبو سعيد نشوان الحميري في ( شرح رسالة الحور العين ) 1 : وقال واصل بن عطاء ومن قال بقوله : النبوة أمانة قلدها الله تعالى من كان في علمه الوفاء بها والقبول لها والثبات عليها من غير جبر ، لقوله تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) أي لم يجعلها الله تعالى إلا فيمن علم منه الوفاء بها والقبول لها ، وثواب الأنبياء على قبولهم وتأديتهم الرسالة لا على فعل الله تعالى فيهم وتعريضهم . وقال بهذا أبو الهذيل وبشر بن المعتمر والنظام وسائر العدلية . وقال إمام المفسرين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من أكابر علماء
1 - ص 264 طبع مصر 1948 م .
170
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 170