نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 394
وأما الأشاعرة والحشوية وأمثالهم من الذين ينكرون الأحكام العقلية بل الضروريات الحسية التي لا يشك فيها العوام أيضا مثل قوانين الأسباب والمسببات ، فأنسب اسم لهم هو نسبتهم إلى الجهالة . ( 176 ) قوله في القول 145 ( أن يتحرك بغير دافع ) مراده بالدافع علة الحركة يعني هل يمكن حركة بلا محرك أو لا ، فيدخل في عموم احتياج كل ممكن إلى علة ، فكما أن وجود نفس الجسم يحتاج إلى موجد ومحدث كذلك وجود حركته . فلا يمكن وجود الحركة بدون محرك يخلق الحركة ويوجدها وهو الله ( تعالى ) ، وبدون سبب خارجي يجعله الله ( تعالى ) سببا للحركة سواء كان مغايرا للمتحرك مثل الفرس الذي يحرك العربة ، أو كان داخلا في ذات المتحرك مثل القوة الجاذبة والدافعة اللتين تحركان الكرات الجوية ، فليست حركتها بغير دافع . قوله ( تصح وقوف جبل أبي قبيس في الهواء . . . لصح أن يعتمد الحجر الصلب الثقيل على الزجاج . . . وتخلل النار أجزاء القطن . . . ) . إن قلت : فما معنى قوله ( تعالى ) وإذ نتقنا الجبل فوقكم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم . . . وقوله ( تعالى ) قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وغيرهما قلت هذه معجزات لموسى وإبراهيم عليهما السلام أراد الله ( تعالى ) إظهار كرامتهما عليه وكونهما من قبله بسبب خرق القوانين الطبيعية في حقهما ، وجعلهما حاكما عليها ، لا بمعنى عدم ثبوت هذه القوانين والنواميس الكونية ، أو كونها غالبية ، فإن نقض القوانين في موارد أقل من الواحد بالمليون للأنبياء
394
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 394