نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 184
الكريم * الذي خلفك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك ) 1 ، فأخبر تعالى أنه غير الصورة وأنه مركب منها ولو كان الانسان هو الصورة لم يكن لقوله تعالى : ( في أي صورة ما شاء ركبك ) معنى لأن المركب في الشئ غير الشئ المركب فيه ولا مجال أن تكون الصورة مركبة في نفسها عينا لما ذكرناه ، وقد قال سبحانه في مؤمن آل ياسين 2 : ( قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ) 3 فأخبر أنه حي ناطق منعم وإن كان جسمه على ظهر الأرض أو في بطنها ، وقال الله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) 4 فأخبر أنهم أحياء وإن كانت أجسادهم على وجه الأرض أمواتا لا حياة فيها ، وروي عن الصادقين - عليهم السلام - أنهم قالوا : إذا فارقت أرواح المؤمنين أجسادهم أسكنها الله تعالى في أجسادهم التي فارقوها فينعمهم في جنته وأنكروا ما ادعته العامة من أنها تسكن في حواصل الطيور الخضر ، وقالوا المؤمنون أكرم على الله من ذلك ، ولنا على المذهب الذي وصفناه أدلة عقلية لا يطعن المخالف فيها ونظائرها لما ذكرنا من الأدلة السمعية وبالله أستعين انتهى كلامه - رفع مقامه - نقلناه بطوله لما فيه من الفائدة المناسبة في المقام . ز . القول 56 : والصراط والميزان - 78 / 14 . الطريق إلى معرفة هذه الأمور والأحكام المتعلقة بالنشأة الأخروية هو السمع وخبر المخبر الصادق فبعد ما ثبت نبوة النبي ( ص ) بالأدلة القاطعة وعصمته يجب التصديق بكافة ما أخبر به عن هذه الأمور الممكنة التي لا استحالة فيها عقلا كما يجب التصديق بسائر ما أتى به من الله تعالى ، وبالجملة يجب الإيمان بجملة ما أخبر به عن
1 - سورة الانفطار / 6 - 8 . 2 - انظر ( تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ) ج 4 ص 407 طبع طهران . چ . 3 - سورة يس / 26 - 27 . 4 - سورة آل عمران / 169 .
184
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 184