نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 128
ذلك لما يحصل للنفس من العلم بوجود الذاهب في الجهات حسا وليس يصح على الأعراض الذهاب في الجهات ، كما إنه قد يدرك الشئ على ما وصفناه فقد يدرك فيه ما يقبض البصر ويبسطه ويدرك ما يكون في مكانه ويخرج به عنه ، ولا فرق بين من زعم أن الادراك إنما هو للألوان والأكوان دون الجواهر والأجسام ، وبين من قلب القضية وزعم أن الادراك إنما هو للأجسام ( 1 ) دون ذلك ، بل قول هذا الفريق أقرب لأن كثيرا من العقلاء قد شكوا في وجود الأعراض ولم يشك أحد منهم في وجود الأجسام وإن ادعى بعضهم أنها مؤلفة من أعراض . وهذا مذهب جمهور أهل النظر ، وقد خالف فيه فريق منهم . 142 - القول في الأجسام هل يصح أن يتحرك جميعها بحركة بعضها ؟ وأقول : إنه لا يصح ذلك كما لا يصح أن يسود جميعها بسواد بعضها و لا يبيض ولا يجتمع ولا يتفرق ، ولأن المتحرك هو ما قطع المكانين ، ومحال أن يكون اللابث قاطعا . وهذا مذهب جماعة كثيرة من أهل النظر ، وقد خالف فيه كثير أيضا منهم وهو مذهب أبي القاسم البلخي وغيره من المتقدمين .
1 - من هنا إلى كلمة وإن ادعى يعني جملة ( دون ذلك بل قول هذا الفريق أقرب لأن كثيرا من العقلاء قد شكوا في وجود الأعراض ولم يشك أحد منهم في وجود الأجسام ) سقطت عن نسخة ألف و ب و ه .
128
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 128