نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 124
( نأت بخير منها ) في المصلحة ، لأن الشئ لا يكون خيرا من صاحبه بكونه أصلح منه لغيره ، ولا يطلق ذلك في الشرع ولا تحقيق اللغة ولو كان ذلك كذلك لكان العقاب خيرا من الثواب ، وإبليس خيرا من الملائكة والأنبياء ، وهذا فاسد محال . والقول بأن السنة لا تنسخ القرآن مذهب أكثر الشيعة وجماعة من المتفقهة وأصحاب الحديث ويخالفه كثير من المتفقهة والمتكلمين . 134 - القول في خلق الجنة والنار وأقول : إن الجنة والنار في هذا الوقت مخلوقتان ، وبذلك جاءت الأخبار وعليه إجماع أهل الشرع والآثار ، وقد خالف في هذا القول المعتزلة والخوارج و طائفة من الزيدية ، فزعم أكثر من سميناه أن ما ذكرناه من خلقهما من قسم الجايز دون الواجب ، ووقفوا في الوارد به من الآثار وقال من بقي ( 1 ) منهم بإحالة خلقهما . واختلفوا في الاعتلال ، فقال أبو هاشم بن الجبائي إن ذلك محال لأنه لا بد من فناء العالم قبل نشره وفناء بعض الأجسام فناء لسايرها ، وقد انعقد الإجماع على أن الله تعالى لا يفني الجنة والنار ، وقال الآخرون وهم المتقدمون لأبي ( 2 ) هاشم خلقهما في هذا الوقت عبث لا معنى له ، والله تعالى لا يعبث في فعله ولا يقع منه الفساد .
1 - نفي منهم د من نفى ذلك منهم ه . 2 - اللام بمعنى على ، يعني المتقدمون على أبي هاشم ، لأن رأي أبي هاشم قد ذكره قبلا . وفي نسخة ألف و ج ود كأبي هاشم ، وهذا لا يستقيم لما مر من ذكر رأي أبي هاشم ودليله .
124
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 124