بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الطبعة الثانية الشهادة . . ونهوض الأمة تمثل الشهادة في تاريخ نمو الشخصية الانسانية إحدى المعالم الكبرى في مسيرة هذا النمو نحو الاكتمال ، كالحب والوفاء والايثار ، وما إليها من أخلاق تتجاوز بالانسان ذاته نحو محيط الانسانية الأوسع . بل إن الشهادة تمثل في رأينا ذروة هذه المعالم ، وأقصى ما يمكن أن يصل إليه إنسان في نموه الروحي وتكامله الانساني ، لأنها تعني هبة كل شئ شخصي ، وكل متعة ذاتية للآخرين ومن أجلهم ، مع ما يصاحبها في الغالب من عذاب جسدي بينما أخلاق الحب والوفاء والايثار ، يمكن للانسان أن يحتفظ معها بجانب كبير من ذاتياته ومصالحه الشخصية ومن هنا كانت الشهادة ذروة العطاء الانساني . ومن هنا فهي لا تتاح لكل إنسان ، لان تحقيقها يتوقف على توفر شروط موضوعية لا يكون الموت شهادة بدونها