فداك أبي وأمي يا علي ما الذي جاء بك ؟ قال : ان الناس يقولون إنك ما خلفتني بالمدينة الا من بغضك لي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ليس الامر كما يقولون يا علي كيف وقد أمرني الله يخبرني مشافهة - حيث أسري بي إليه - أمرني أن أو أخيك وأزوجك بفاطمة بنتي سيدة نساء العالمين في الأرض بعد أن زوجك الله في السماء ، وأمرني أن أعلمك جميع علمي ولا أتركك ، وأن أقربك ولا أجفوك ، وأدنيك ولا أقصيك ، وأن أصلك ولا أقطعك وإن أرضيك ولا أسخطك ، وأنت أخي وانا أخوك في الدنيا والآخرة ، ولا يعطى أحد الشفاعة غيري وسالت ربي أن يشركك فيها معي ففعل ، فمن له مثل ما لك ، ومن أعطي مثلما أعطيت . يا علي اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين خلفه في قومه . فلما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذلك رجع علي ( صلوات الله عليه ) إلى المدينة مستبشرا مسرورا ، وسار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والناس معه ، فشكوا العطش فقال للناس : اطلبوا الماء فلم يصيبوا قليلا ولا كثيرا ، حتى خافوا على أنفسهم ، ومات بعضهم وبعض دوابهم فلما رأوا ما نزل بهم ، قالوا : يا رسول الله ادع لنا ربك يسقينا ريا من الماء فنزل جبريل ( عليه السلام ) فقال : يا رسول الله ابحث بيدك هذا الصعيد ، وضع قدميك وإصبعيك المسبحتين فينفجر اثنتا عشرة عينا كما انفجرت لموسى ( عليه السلام ) فوضع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر أصابع رجليه وسبابتيه ، وسمى باسم الله ( عز وجل ) ودعا فتفجرت من بين أصابعه اثنتا عشرة عينا ، للاثنتي عشرة إصبعا ، وفاض الماء حتى ملا الوادي والبقعة وشرب الناس وسقوا دوابهم ، وحملوا من الماء ما كفاهم إلى الماء الآخر وأعطي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مثل الذي أعطي موسى ( عليه السلام ) وموضع الماء معروف مشهور في طريق الحديثة إلى وقتنا هذا فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) .