responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 581


بهذا خفض من غلوائهم ، وخدر من أعصابهم ، فتدرجوا معه بالقبول في الظاهر من أحوالهم شيئا فشيئا والقلوب منهم منطوية على الخلاف والمناوأة وهذا ما أوجب شدة الاشفاق من رسول الله صلى الله عليه وآله على الدين والأمة ، حتى قفل صلى الله عليه وآله من حجة الوداع بمن معه من الحجاج ، وهو يوجس في نفسه خيفة عظيمة ضارعا إلى الله تعالى في أن يرحمه وأمته بالعصمة من الناس ، فما بلغ غدير خم حتى أوحى الله تعالى إليه : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) [923] .



[923] لا كلام عندنا في نزولها بولاية على يوم غدير خم وأخبارنا في ذلك متواترة عن أئمة العترة الطاهرة ، وحسبك مما جاء في ذلك طريق غيرهم ما أخرجه الإمام الواحدي في تفسير الآية من سورة المائدة ص 50 من كتابه أسباب النزول من طريقين معتبرين عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب قلت : وهذا هو الذي أخرجه الحافظ أبو نعيم في تفسيرها من كتابه ( نزول القرآن ) بسندين أحدهما عن أبي سعيد ، والآخر عن أبي رافع ، ورواه الإمام إبراهيم بن محمد الحمويني في كتابه ( الفرائد ) بطرق متعددة عن أبي هريرة ، وأخرجه الإمام أبو إسحاق الثعلبي في معنى الآية من تفسيره الكبير بسندين معتبرين ، وأخرج العياشي في تفسيره - كما في مجمع البيان - بإسناده عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا : أمر الله محمد صلى الله عليه وآله أن ينصب عليا للناس فيخبرهم بولايته ، فتخوف رسول الله أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه هذه الآية ، فقام صلى الله عليه وآله بولايته يوم غدير خم ( قال ) في مجمع البيان : وهذا الخبر بعينه قد حدثناه السيد أبو الحمد عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن ابن أبي عمير في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل ( قال ) في المجمع : وفيه بالإسناد المرفوع إلى حيان ( حبان ) ابن علي الغنوي ( الغنزي ) عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في علي فأخذ رسول الله بيده فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . " إلى آخر ما في تفسير الآية من مجمع البيان من السنن في هذا المعنى فليراجع . ومما يشهد له أن الصلاة قبل نزولها ، والزكاة تجبى ، وصوم رمضان يؤدى ، والبيت كان محجوجا ، والحلال بينا ، والحرام بينا ، والحدود مقامة والشريعة متسقة ، والأحكام مستتبة ، فأي شئ غير ولاية العهد يستوجب من الله هذا التأكيد ويقتضي الحض على بلاغة بهذا التهديد الشديد ، وأي أمر غير الخلافة يخشى النبي الفتنة بتبليغه ويحتاج إلى العصمة من أذى الناس بأدائه ، ويهدد المعارضين بقوله : ( إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) ( منه قدس ) . هذه الآية في سورة المائدة آية 67 ، وقد نزلت يوم ( 18 ) من ذي الحجة سنة 10 ه‌ في غدير خم حينما أمر الله رسوله صلى الله عليه وآله أن ينصب عليا ( ع ) علما للناس وخليفة من بعده وذلك يوم الخميس فقد نزل عليه جبرئيل بعد مضي خمس ساعات من النهار فقال : " يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك . . . الخ " وقد روى نزول هذه الآية في هذا اليوم وفي هذه المهمة عشرات من العلماء في كتبهم كما روى نزولها عشرات من الصحابة الذين حضروا الحادثة وغيرهم منهم : 1 - عبد الله بن عباس : شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 / 189 ح 245 و 249 و 250 ط 1 بيروت ، تفسير الثعلبي مخطوط ، أسباب النزول للواحدي ص 115 ط الحلبي بمصر ، أمالي المحاملي كما في الغدير ج 1 / 51 ، ما نزل من القرآن في علي لأبي بكر الفارسي الشيرازي المتوفى 407 أو 411 ه‌ كما في الغدير ج 1 / 216 ، كتاب الولاية لأبي سعيد السجستاني ، المتوفى 477 ه‌ كما في الطرائف لابن طاوس ج 1 / 121 ، تفسير الرازي ج 3 / 636 ط 1 مفتاح النجا للبدخشاني ، كشف الغمة ج 1 / 311 ، الأربعين لجمال الدين الشيرازي المتوفى 1000 ه‌ كما في الغدير ج 1 / 222 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 120 ط اسلامبول ، دلائل الصدق ج 2 / 51 . 2 - عبد الله بن أبي أوفى : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج 1 / 190 ح 247 . 3 - جابر بن عبد الله الأنصاري : شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 / 192 ح 249 . 4 - البراء بن عازب : مودة القربى للسيد علي الهمداني المتوفى 786 ه‌ ، تفسير النيسابوري ج 6 / 170 كما في الغدير ج 1 / 221 ، تفسير عبد الوهاب البخاري عند تفسير آية المودة كما في الغدير ج 1 / 221 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 249 ، دلائل الصدق ج 2 / 51 . 5 - أبو هريرة : شواهد التنزيل ج 1 / 187 ح 143 ، فرائد السمطين للحمويني ج 1 / 158 ح 120 ط 1 بيروت ، ينابيع المودة ص 120 . 6 - أبو سعيد الخدري : شواهد التنزيل ج 1 / 188 ح 244 ، أسباب النزول للواحدي ص 115 ط الحلبي ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 / 86 ح 586 ، الدر المنثور للسيوطي ج 2 / 298 ، فتح القدير للشوكاني ج 2 / 57 ، مطالب السئول ص 16 ط طهران و ج 1 / 44 ط النجف ، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 131 ، تفسير النيسابوري ج 6 / 170 كما في الغدير ج 1 / 221 ، تفسير شاهي ، روح المعاني للآلوسي ج 2 / 348 ينابيع المودة ص 120 ، دلائل الصدق ج 2 / 51 . 7 - زيد بن أرقم : كتاب الولاية في طرق حديث الغدير للطبري صاحب التاريخ المتوفى 310 ه‌ كما في الغدير ج 1 / 214 . 8 - ابن مسعود : الدر المنثور للسيوطي ج 2 / 298 ، كشف الغمة ج 1 / 319 ، مفتاح النجا للبدخشاني مخطوط ، روح المعاني للآلوسي ج 2 / 348 ، دلائل الصدق ج 2 / 51 . 9 - الإمام محمد الباقر عليه السلام : الكشف والبيان للثعلبي كما في الغدير ج 1 / 217 ، الخصائص العلوية لأبي فتح النطنزي كما في الغدير ج 1 / 219 ، تفسير الرازي ج 3 / 636 ط 1 ، عمدة القاري في شرح صحيح البخاري للعيني الحنفي المولود 762 والمتوفى 855 ه‌ ج 8 / 584 ، ينابيع المودة للقندوزي ص 120 ، دلائل الصدق ج 2 / 51 . 11 - عطية العوفي : ما نزل من القرآن في علي لأبي نعيم الإصبهاني المتوفى 430 ه‌ كما في الغدير ج 1 / 218 ، الخصائص العلوية لأبي فتح النطنزي ، دلائل الصدق ج 2 / 51 . راجع بقية المصادر للآية : في سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم ( 626 ) إحقاق الحق ج 6 / 347 . وأما من كتب الشيعة فراجع بحار الأنوار ج 37 ط طهران الجديد .

581

نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 581
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست