نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 35
يلتمس منه بلسان الأنصار أن يعزل أسامة ويولي غيره . هذا ولم يطل العهد منهم بغضب النبي وانزعاجه من طعنهم في تأمير أسامة ، ولا بخروجه من بيته بسبب ذلك محموما ألما ، معصبا مدثرا ، يرسف في مشيته ، ورجله لا تكاد تقله مما كان به من لغوب ، فصعد المنبر وهو يتنفس الصعداء ، ويعالج البرحاء ، فقال : " أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة ، لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ، وأيم الله إن كان لخليقا بالإمارة ، وإن ابنه من بعده لخليق بها " [53] . فأكد صلى الله عليه وآله الحكم بالقسم وإن ، وإسمية الجملة ، ولام التأكيد ليقلعوا عما كانوا عليه فلم يقلعوا ، لكن الخليفة أبى أن يجيبهم إلى عزل أسامة ، كما أبى أن يجيبهم إلى إلغاء البعث ، ووثب فأخذ بلحية عمر [1] فقال : ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب ، استعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وتأمرني أن أنزعه ! " [54] . ولما سيروا الجيش - وما كادوا يفعلون - خرج أسامة في ثلاثة آلاف مقاتل فيهم ألف فرس [2] وتخلف عنه جماعة ممن عبأهم رسول الله صلى الله عليه وآله في
[53] كما تقدم تحت رقم - 49 - . [1] نقله الحلبي والدحلاني في سيرتهما ، وابن جرير الطبري في أحداث سنة 11 من تاريخه ، وغير واحد من أصحاب الأخبار ( منه قدس ) . [54] بين أبي بكر وعمر : راجع : تاريخ الطبري ج 3 / 226 ، الكامل في التاريخ ج 2 / 335 ، السيرة الحلبية ج 3 / 209 و ج 3 / 236 ط آخر ، السيرة النبوية بهامش الحلبية ج 2 / 340 . [2] فشن الغارة على أهل أبني فحرق منازلهم وقطع نخلهم وأجال الخيل في عرصاتهم وقتل من قتل منهم وأسر من أسر ، وقتل يومئذ قاتل أبيه . ولم يقتل - والحمد لله رب العالمين - من المسلمين أحد . وكان أسامة يومئذ على فرس أبيه وشعارهم يا منصور أمت - وهو شعار النبي صلى الله عليه وآله يوم بدر - وأسهم للفارس سهمين وللراجل سهما واحدا وأخذ لنفسه مثل ذلك ( منه قدس ) .
35
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 35