نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 72
قال : لا يا أمير المؤمنين . قال : لكني أدري . قال : ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فيجخفوا جخفا [1] ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت . فقال ابن عباس : أيميط أمير المؤمنين عني غضبه فيسمع ؟ قال : قل ما تشاء . قال : أما قول أمير المؤمنين : إن قريشا كرهت ، فإن الله تعالى قال لقوم : ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم [2] . وأما قولك : ( إنا كنا نجخف ) ، فلو جخفنا بالخلافة جخفنا بالقرابة ، ولكنا قوم أخلاقنا مشتقة من خلق رسول الله - صلى الله عليه وآله - الذي قال الله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم [3] ، وقال له : واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين [4] . وأما قولك : ( فإن قريشا اختارت ) ، فإن الله تعالى يقول : وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة [5] وقد علمت يا أمير المؤمنين أن الله اختار من خلقه لذلك من اختار [6] ، فلو نظرت قريش من حيث نظر
[1] جخف : تكبر . [2] سورة محمد : الآية 9 . [3] سورة ن : الآية 215 . [4] سورة الشعراء : الآية 215 . [5] سورة القصص : الآية 68 . [6] هذه الكلمة من ابن عباس تدل على أنه من المتسالم عليه عندهم أن الخلافة قد ثبتت بالنص على الإمام علي - عليه السلام - وأنها بأمر الله واختياره ، ولو لم يكن كذلك لاعترض عليه الخليفة في ذلك ، والحق يقال أن انعقاد الخلافة بالشورى أو الإجماع أو البيعة ما هو إلا اجتهاد في مقابل النص وقد قال تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا سورة الأحزاب : الآية 36 .
72
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 72