نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 523
الأرض ما لها من قرار ) [1] . مثلا لو سألت الحنفي : لم اخترت مذهب الحنفية دون غيره ، ولم اخترت أبا حنيفة إماما لنفسك بعد ألف عام من موته ، ولم تختر المالكي أو الشافعي ، أو أحمد بن حنبل مع بعض مزاياهم التي يذكرونها فلم يجبك بجواب تطمئن إليه النفس . والسر في ذلك أن كل واحد منهم لم يكن نبي أو وصي نبي وما كان يوحى إليهم ، ولم يكونوا ملهمين بل أنهم كسائر من ينتسب إلى العلم وأمثالهم كثير وكثير من العلماء . ثم أنهم لم يكونوا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأكثرهم أو كلهم لم يدركوا النبي ولا أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فاتخاذ مذهب واحد منهم وجعله مذهبا لنفسه ، والالتزام به وبآرائه التي يمكن فيه الخطأ والسهو . . . . وكل واحد منهم ذوي آراء متشتتة يخالف بعضها بعضا لا يقره العقل ولا البرهان ولا تصدقه الفطرة السليمة ولا الكتاب ولا السنة ولا حجة لأحد على الله في يوم الحساب ، بل لله الحجة البالغة عليها حتى أنه لو سأل الله من التزم بأحد المذاهب الأربعة في يوم القيامة بأي دليل أخذت بمذهبك هذا لم يكن له جواب سوى قوله : ( إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) [2] . أو يقول : ( إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ) [3] ، فبالله عليك يا فضيلة الشيخ هل يكون لملتزمي أحد المذاهب الأربعة يوم
[1] سورة إبراهيم : الآية 26 . [2] سورة الزخرف : الآية 23 . [3] سورة الأحزاب : الآية 67 .
523
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 523