نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 355
وكان قد شهره عليهم وهذا غاية الإكراه . الثاني : ما رواه أيضا [1] عن البراء بن عازب ، قال : لم أزل محبا لأهل البيت ، ولما مات النبي - صلى الله عليه وآله - أخذني ما يأخذ الواله من الحزن ، وخرجت لأنظر ما يكون من الناس فإذا أنا بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة سائرين ومعهم جماعة من الطلقاء وعمر شاهر سيفه ، وكلما مر رجل من المسلمين قال له : بايع أبا بكر كما بايعه الناس فيبايع له إن شاء ذلك أو لم يشأ فأنكر عقلي ذلك الأمر فحيث اشتد الأمر جئت حتى أتيت عليا - عليه السلام - فأخبرته بخبر القوم ، وكان يسوي قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بمسحاته فوضع المسحاة من يده ثم قرأ : ( آلم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) [2] . فقال العباس : تربت أيديكم بني هاشم إلى آخر الدهر ، وهذا دليل الإكراه بترجع علي والعباس له ، وما ظنك بامرء يدفع صدور المهاجرين ، ويكسر سيوفهم ويشهر فيه السيوف على رؤوس المسلمين كيف لا يكون إكراها لولا عمى أفئدة ! : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) [3] . ومنها : قول عمر لسعد بن عبادة الخزرجي سيد الأنصار وأميرهم لما امتنع من البيعة وهم في السقيفة لأنه كان حاضرا معهم ولم يبايع ، قال : أوطئوا سعدا واقتلوا سعدا ، قتل الله سعدا [4] ، وهذا عين الإكراه .
[1] شرح نهج البلاغة : ج 1 ص 219 ، وفي بحار الأنوار : ج 28 ص 284 ح 46 نحوه . [2] سورة العنكبوت : الآية 1 و 2 . [3] سورة الحج : الآية 46 . [4] شرح نهج البلاغة : ج 1 ص 174 ، وفي تاريخ الطبري : ج 3 ص 222 و 223 ، الكامل في التاريخ : ج 2 ص 328 نحوه .
355
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 355