نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 285
لأنه لا يتنافى الجمع بينهما فيكون أراد بقوله : ( أحب خلقك إليك ) في نفسه وللأكل معي ، وإذا كان الأمر على ما بيناه سقط اعتراضك . فقال رجل من الزيدية - كان حاضرا - للسائل : هذا الاعتراض ساقط على أصلك وأصلنا ، لأنا نقول جميعا إن الله تعالى لا يريد المباح ، والأكل مع النبي - صلى الله عليه وآله - مباح وليس بفرض ولا نفل ، فيكون الله يحبه فضلا عن أن يكون بعضه أحب إليه من بعض ، وهذا السائل من أصحاب أبي هاشم فلذلك أسقط الزيدي كلامه على أصله ، إذ كان يوافقه في الأصول على مذهب أبي هاشم . فخلط السائل هنيئة ثم قال للشيخ - أدام الله عزه - : فأنا أعترض باعتراض آخر وهو : أن أقول ما أنكرت أن يكون هذا القول إنما أفاد أن عليا - عليه السلام - كان أفضل الخلق في يوم الطائر ، ولكن بم تدفع أن يكون قد فضله قوم من الصحابة عند الله تعالى بكثرة الأعمال والمعارف بعد ذلك ؟ وهذا الأمر لا يعلم بالعقل ، وليس معك سمع في نفس الخبر يمنع من ذلك ، فدل على أنه - عليه السلام - أفضل من الصحابة كلهم إلى وقتنا هذا ، فإنا لم نسألك عن فضله عليهم وقتا بعينه . فقال الشيخ - أدام الله عزه - : هذا السؤال أوهن مما تقدم ، والجواب عنه أيسر ، وذلك أن الأمة مجمعة على إبطال قول من زعم أن أحدا اكتسب أعمالا زادت على الفضل الذي حصل لأمير المؤمنين - عليه السلام - على الجماعة ، من قبل أنهم بين قائلين : فقائل يقول : إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان أفضل من الكل في وقت الرسول - صلى الله عليه وآله - لم يساوه أحد بعد ذلك ، وهم : الشيعة الإمامية ، والزيدية ، وجماعة من شيوخ المعتزلة ، وجماعة من أصحاب
285
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 285