نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 24
كما أمر تعالى بمجادلة أهل الكتاب عن طريق الحكمة والموعظة لما في ذلك من إلانة قلوبهم وانصياعهم إلى الحق ، فقال تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن . . ) [2] . لأن الغلظة في المناظرة والجدل لا تزيد الطرف الآخر إلا نفورا " ، وعنادا " ، وتعصبا " ، وتمسكا " بالباطل كما أوضحه تعالى في قوله الكريم : ( ولو كنت فظا " غليظ القلب لا نفضوا من حولك . . ) [3] . وهذا ما يكشف عن أسلوب المناظرة النبوية ، فهو الأسلوب الأمثل الذي يجب مراعاته بين المتناظرين . ومن الأدلة والشواهد القرآنية التي تبين مشروعية المناظرة في الإسلام ، قوله تعالى : ( وضرب لنا مثلا " ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا " فإذا أنتم منه توقدون ، أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ، إنما أمره إذا أراد شيئا " أن يقول له كن فيكون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون ) [1] . وهنا يلاحظ ما في جواب من أنكر الأحياء بعد الإماتة ، وما فيه من أدلة عظيمة ، وأسلوب رائع يأخذ بمجامع القلوب ويسوقها طوعا إلى الإذعان والتصديق ، ومنه ينكشف مدى تأثير الدليل وطريقة عرضه ، إذ بهما يخلق من الطرف الآخر إنسانا سلس الانقياد .
[1] سورة عنكبوت : الآية 46 . [2] سورة آل عمران : الآية . [3] سورة يس : الآية 78 - 82 .
24
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 24