نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 144
قال هشام : قال فنظرت فإذا أنني قلت : بأن عليا - عليه السلام - كان مبطلا كفرت وخرجت عن مذهبي ، وإن قلت : أن العباس كان مبطلا ضرب الرشيد عنقي ، ووردت علي مسألة لم أكن سئلت عنها قبل ذلك ، ولا أعددت لها جوابا ، فذكرت قول أبي عبد الله الصادق - عليه السلام - وهو يقول لي : ( يا هشام لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ) [1] . فعلمت أني لا أخذل ، وعن لي الجواب . فقلت له : لم يكن من أحدهما خطأ ، وكانا جميعا محقين ، ولهذا نظير قد نطق به القرآن في قصة داود - عليه السلام - ، حيث يقول الله جل اسمه : ( وهل أتاك نبؤا الخصم إذ تسوروا المحراب ) إلى قوله : ( خصمان بغى بعضنا على بعض ) [2] . فأي الملكين كان مخطأ وأيهما كان مصيبا ؟ أم تقول إنهما كانا مخطئين ، فجوابك في ذلك جوابي بعينه . قال يحيى : لست أقول : إن الملكين أخطأ ، بل أقول : إنهما أصابا وذلك أنهما لم يختصما في الحقيقة ، ولا اختلفا في الحكم ، وإنما أظهرا ذلك ، لينبها داود - عليه السلام - على الخطيئة ويعرفاه الحكم ويوقفاه عليه . قال هشام : كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة ، وإنما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطيئته ، ويدلاه على ظلمه لهما في الميراث ، ولم يكونا في ريب من أمرهما ، وإنما ذلك منهما على ما كان من الملكين . فلم يحر يحيى جوابا ، واستحسن ذلك الرشيد [3] .
[1] راجع : تنقيح المقال للمامقاني ج 3 ص 294 . [2] سورة ص الآية 21 و 22 . [3] الفصول المختارة ج 1 ص 26 ، عيون الأخبار لابن قتيبة ج 2 ص 166 ، العقد الفريد ج 2 ص 251 ، بحار الأنوار ج 10 ص 293 ، ضحى الإسلام ج 3 ص 268 - 269 بتفاوت .
144
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 144