نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 107
ذلك فقيل : إنهم محتاجون ليست لهم دواب . فالتفت معاوية إلى قيس بن سعد بن عبادة فقال : يا معشر الأنصار ما لكم لا تستقبلوني مع إخوانكم من قريش ؟ فقال قيس وكان سيد الأنصار وابن سيدهم : أقعدنا يا أمير المؤمنين أن لم تكن لنا دواب . قال معاوية فأين النواضح ؟ فقال قيس : أفنيناها يوم بدر ويوم أحد وما بعدهما في مشاهد رسول الله - صلى الله عليه وآله - حين ضربناك وأباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون . قال معاوية : اللهم غفرا . قال قيس : أما إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال : سترون بعدي أثرة [1] . ثم قال : يا معاوية تعيرنا بنواضحنا ، والله لقد لقيناكم عليها يوم بدر وأنتم جاهدون على إطفاء نور الله ، وأن تكون كلمة الشيطان هي العليا ، ثم دخلت أنت وأبوك كرها في الإسلام الذي ضربناكم عليه . فقال معاوية : كأنك تمن علينا بنصرتك إيانا ، فلله ولقريش بذلك المن والطول ، ألستم تمنون علينا يا معشر الأنصار بنصرتكم رسول الله
[1] راجع : صحيح البخاري ج 9 ص 59 ، مسند أحمد ج 3 ص 182 ، سنن الترمذي ج 4 ص 418 ح 2189 ، شرح السنة للبغوي ج 14 ص 173 ح 3973 ، صحيح مسلم ج 3 ص 1474 ح 48 - ( 1845 ) ، كنز العمال ج 13 ص 614 ح 37570 ، وللحديث مصادر كثيرة . قال الجزري في النهاية ج 1 ص 22 بمادة ( أثر ) : قال - صلى الله عليه وآله وسلم - للأنصار : ( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا ) . الأثرة بفتح الهمزة والثاء الاسم من أثر يؤثر إيثارا إذا أعطى أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفئ ، والاستئثار الانفراد بالشئ .
107
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 107