responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 512


عن الخطأ .
فالآية نص صريح في ولاية علي ( 1 ) ، وقد أجمعت الشيعة وأكثر المفسرين من السنة أيضا أن الذي أعطى الزكاة حال الركوع هو علي بلا خلاف ، فتثبت ولايته - عليه السلام - أي خلافته بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذه الآية .
فأورد علي حجة يدعي بها تدعيم خلافة أبي بكر .
فقال : إن أبا بكر أحق بالخلافة ، إذ أنه أنفق أموالا كثيرة قدمها إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وزوجه ابنته ، وقام إماما في الجماعة أيام مرض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم .
فأجبته قائلا : أما إنفاق أمواله ، دعوى تحتاج إلى دليل يثبتها ، ونحن لا نعترف بهذا الانفاق ، ولا نقر به ، ثم نقول : من أين اكتسب هذه الأموال الطائلة ، ومن الذي أمره به ، ولنا أن نسألك : هل الانفاق كان في مكة أم المدينة ؟ ( 2 )


( يقول المقداد السيوري في شرح الباب الحادي عشر ص 96 - : إن المراد ب‌ ( الذين آمنوا ) في الآية هو بعض المؤمنين لوجهين . الوجه الأول : أنه لولا ذلك ، لكان كل واحد وليا لنفسه - وهو باطل - الوجه الثاني : أنه وصفهم بوصف غير حاصل لكلهم ، وهو إيتاء الزكاة حال الركوع ، إذا الجملة هنا حالية . ( فعلي هذا ) أن المراد بذلك البعض هو علي بن أبي طالب - عليه السلام - خاصة للنقل الصحيح ، واتفاق أكثر المفسرين على أنه كان يصلي ، فسأله سائل فأعطاه خاتمه راكعا ، وإذا كان - عليه السلام - أولى بالتصرف فينا ، تعين أن يكون هو الإمام لأنا لا نعني بالإمام إلا ذلك . ( 2 ) والجدير بالذكر هنا ما رواه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج 13 ص 272 ، عن شيخه ردا على هذا الادعاء قال : قال شيخنا أبو جعفر - رحمه الله - : أخبرونا على أي نوائب الإسلام أنفق هذا المال ، وفي أي وجه وضعه ؟ فإنه ليس بجائز أن يخفى ذلك ويدرس حتى يفوت ، وينسي ذكره ، وأنتم فلم تقفوا على شئ أكثر من عتقه بزعمكم ست رقاب لعلها لا يبلغ ثمنها في ذلك العصر مائة درهم ، وكيف يدعى له الإنفاق الجليل ، وقد باع من رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعيرين عند خروجه إلى يثرب ، وأخذ منه الثمن في مثل تلك الحال ، وروى ذلك جميع المحدثين ، وقد رويتم أيضا أنه كان حيث كان بالمدينة غنيا موسرا ، ورويتم عن عائشة أنها قالت : هاجر أبو بكر وعنده عشرة آلاف درهم ، وقلتم : إن الله تعالى أنزل فيه : ( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى ) النور / 22 ، قلتم : هي في أبي بكر ومسطح بن أثاثة ، فأين الفقر الذي زعمتم أنه أنفق حتى تخلل بالعباءة ؟ ورويتم أن الله تعالى في سمائه ملائكة قد تخللوا بالعباءة وأن النبي - صلى الله عليه وآله - رآهم ليلة الإسراء ، فسأل جبرئيل عنهم ، فقال : هؤلاء ملائكة تأسوا بأبي بكر بن أبي قحافة صديقك في الأرض ، فإنه سينفق عليك ماله ، حتى يخلل عباءه في عنقه ، وأنتم أيضا رويتم أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم ) المجادلة / 12 ، لم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب وحده ، مع إقراركم بفقره وقلة ذات يده ، وأبو بكر في الحال التي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته ، فعاتب الله المؤمنين في ذلك ، فقال : ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ) ، فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه ، وهو إمساكهم عن تقديم الصدقة ، فكيف سخت نفسه بإنفاق أربعين ألفا ، وأمسك عن مناجاة الرسول ، وإنما كان يحتاج فيها إلى إخراج درهمين ! الخ .

512

نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 512
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست