نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 384
لأتباعهم وتلاميذهم ، وإنما أخذت العلم عن مصنفاتهم فأنا لا أترك طريقهم مع اعتقادي صدقهم وعدالتهم ، واستفادتي من علومهم ، وأسلك طريق من لا أعرف صحة قوله ، ولا أعتقد عدالته ، ولا ثبت عندي علمه . فقلت : إذن أنت مقلد لهم ، فقد خرجت عن حيز الاستدلال الذي حث الله عليه بقوله تعالى : ( ائتوني بكتب من قبل هذا أو أثرة من علم إن كنتم صادقين ) [1] ، وقال تعالى : ( انظروا ماذا في السماوات والأرض ) [2] إلى حيز التقليد الذي ذم الله فاعله ووبخه بقوله : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) [3] ، وقال تعالى : ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ) [4] فكيف تترك الاستدلال المأمور به وترجع إلى التقليد المنهي عنه المذموم فاعله بنص الكتاب أم كيف يسوغ لك التقليد في مثل ما نحن فيه ؟ ! فقال : نعم ، التقليد في مثل هذه المسألة جائز لأن مسألة الإمامة ليست من أصول الدين ، بل هي عندنا من الفروع ، والفروع يصح التقليد فيها ، وأنا أقلد فيها وأترك الاستدلال . فقلت : لا يصح ذلك ، أما أولا فلأن مسألة الإمامة ليست من الفروع ، بل هي من أعظم أصول الدين ، وأحد أركان الإيمان ، لأنها قائمة مقام النبوة في حفظ الشريعة ، وانتظام أمور العالم ، وبقاء نوع الإنسان في معاشه ومعاده ، والنبوة من الأصول اتفاقا ، فكذا القائم مقامه من غير فرق .
[1] سورة الأحقاف : الآية 4 . [2] سورة يونس : الآية 101 . [3] سورة الزخرف : الآية 22 . [4] سورة البقرة : الآية 166 .
384
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 384