نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 205
قال : فهل كان لأبي بكر وعمر فضل على من لم يشهد ذلك المشهد ؟ قلت : نعم . قال : فكذلك سبق الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر . قلت : نعم . قال : اقرأ علي ( هال أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) [1] فقرأت منها حتى بلغت : ( يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ) [2] إلى قوله : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) [3] . قال : على رسلك ، فيمن أنزلت هذه الآيات ؟ قلت : في علي [4] .
[1] سورة الإنسان : الآية 1 . [2] سورة الإنسان : الآية 5 . [3] سورة الإنسان : الآية 8 . [4] فقد روى الجمهور في سبب نزول هذه الآيات في أهل البيت - عليهم السالم - إن الحسن والحسين مرضا ، فعادهما رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعامة العرب ، فنذر علي صوم ثلاثة أيام ، وكذا أمهما فاطمة - عليها السلام - وخادمتهم فضة ، لئن برئا ، فبرئا ، وليس عند آل محمد - صلى الله عليه وآله - قليل ولا كثير ، فاستقرض أمير المؤمنين - عليه السلام - ثلاثة أصوع من الشعير ، وطحنت فاطمة منها صاعا ، فخبزته أقراصا ، لكل واحد قرص ، وصلى علي - عليه السلام - المغرب ، ثم أتى المنزل ، فوضع بين بيده للإفطار ، فأتاهم مسكين ، وسألهم ، فأعطاه كل واحد منهم قوته ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا . لم صاموا اليوم الثاني ، فخبزت فاطمة - عليها السلام - صاعا آخر ، فلما قدمته بين أيديهم للافطار أتاهم يتيم ، وسألهم القوت ، فتصدق كل منهم بقوته فلما كان اليوم الثالث من صومهم ، وقدم الطعام للافطار ، أتاهم أسير وسألهم ، فأعطاه كل منهم قوته ، ولم يذوقوا في الأيام الثلاثة سوى الماء فرآهم النبي - صلى الله عليه وآله - في اليوم الرابع وهم يرتعشون من الجوع وفاطمة - عليها السلام - قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع ، وغارت عينها ، فقال - صلى الله عليه وآله - وا غوثاه - يا الله ، أهل محمد يموتون جوعا ، فهبط جبرئيل ، فقال : خذ ما هنأك الله تعالى به في أهل بيتك ، فقال : وما آخذ يا جبرئيل ؟ فأقرأه : ( هل أتى ) . راجع شواهد : التنزيل للحاكم الحسكاني ج 2 ص 393 - 414 ح 1042 - 1070 ، مناقب أي المغازلي ص 272 ح 320 ، أسباب النزول للواحدي ص 296 ، الدر المنثور للسيوطي ج 8 ص 371 ، ذخائر العقبى ص 102 ، تفسير البيضاوي ص 5 ص 165 ، تفسير الطبري ج 29 ص 125 ، تفسير الفخر الرازي ج 30 ص 243 ، الكشاف للزمخشري ج 4 ص 670 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 21 ، إحقاق الحق للتستري ج 3 ص 158 - 196 و ج 9 ص 110 - 123 ، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 1 ص 301 . وقال أحد الأدباء في هذه الحادثة الشريفة - كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 19 ص 101 : جاد بالقرص والطوى ملء جنبيه * وعاف الطعام وهو سغوب فأعاد القرص المنير عليه * القرص والمقرض الكرام كسوب
205
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 205