responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 182


لكم أن تولوا مجنونا ؟ !
وأخبرني يا أبا الهذيل ، عن قيام عمر وقوله : وددت أني شعرة في صدر أبي بكر ، ثم قام بعدها بجمعة فقال : ( إن بيعة أبي بكر كانت فلتة [1] وقى الله شرها ، فمن دعاكم إلى مثلها فاقتلوه ) [2] فبينما هو يود أن يكون شعرة في صدره ، وبينما هو يأمر بقتل من بايع مثله .
فأخبرني يا أبا الهذيل عن الذي زعم أن النبي - صلى الله عليه وآله - لم يستخلف [3] ، وأن أبا بكر استخلف عمر ، وأن عمر لم يستخلف ، فأرى



[1] جاء في المنجد ص 592 : الفلتة جمع فلتات : الأمر يقع من غير إحكام ، يقال : خرج الرجل فلتة ، أي بغتة ، وحدث الأمر فلتة أي فجأة من غير تدبر . وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 37 : وذكر صاحب الصحاح أن الفلتة : الأمر الذي يعمل فجأة من غير تردد ولا تدبر . وهكذا كانت بيعة أبي بكر ، لأن الأمر فيها لم يكن شورى بين المسلمين ، وإنما وقعت بغتة لم تمحص فيها الآراء ، ولم يتناظر فيها الرجال ، وكانت كالشئ المستلب المنتهب ، وكان عمر يخاف أن يموت ( أبو بكر ) عن غير وصية ، أو يقتل قتلا فيبايع أحد من المسلمين بغتة كبيعة بأبي بكر ، فخطب بما خطب له ، وقال معتذرا : ألا إنه ليس فيكم من تقطع إليه الأعناق كأبي بكر وفي هذا المعنى يقول محمد بن هانئ المغربي - كما في شرح النهج أيضا ج 2 ص 37 : ولكن أمرا كان أبرم بينهم وإن قال قوم فلتة غير مبرم وقال آخر : زعموها فلتة فاجئة * لا ورب البيت والركن المشيد إنما كانت أمورا نسجت * بينهم أسبابها نسج البرود
[2] شرح نهج البلاغة لابن الحديد ج 2 ص 23 ، النهاية لابن الأثير ج 3 ص 466 ، تاريخ الطبري ج 3 ص 205 ، الصواعق المحرقة ص 36 ، أنساب الأشراف للبلاذري ج 5 ص 15 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 68 ، نهج الحق ص 264 .
[3] لا يمكن القول بأن النبي - صلى الله عليه وآله - ترك أمته سدى ولم يعين لهم خليفة وهذا خلاف فعله وفعل الحكماء أيضا فإنه حينما ترك المدينة في غزوة تبوك لم يتركها بلا خليفة ! بل خلف من يلي أمرهم مقامه وهو علي بن أبي طالب - عليه السلام - ، وإذا كان كذلك فكيف يتركهم بلا خليفة بعد موته وهو يعلم أن أمته سوف تلاقي ويلات من النزاع والاختلاف والفتن وهو القائل : ( ستفترق أمتي بعدي على ثلاث وسبعين فرقة فرقة ناجية والباقي في النار ) ، ناهيك عن النصوص الكثيرة المستفيضة في كتب المذاهب الإسلامية الدالة على تعيينه للخليفة والوصي من بعده وهو علي بن أبي طالب - عليه السلام - ، وكما تشير إلى ذلك أيضا الأدلة العقلية ، فالذي يزعم أنه - صلى الله عليه وآله - ترك أمته سدى بلا خليفة ما هو إلا مكابر معاند وما أحسن قول الأزري - عليه الرحمة - في هذا المعنى حيث يقول : أنبي بلا وصي تعالى * الله عما يقوله سفهاها زعموا أن هذه الأرض مرعى * ترك الناس فيه ترك سداها كيف تخلو من حجة وإلى من * ترجع الناس في اختلاف نهاها وأرى السوء للمقادير ينمى * فإذا لا فساد إلا قضاها قد علمتم أن النبي حكيم * لم يدع من أموره أولاها أم جهلتم طرق الصواب من * الدين ففاتت أمثالكم مثلاها هل ترى الأوصياء يا سعد إلا * أقرب العالمين من أنبياها أو ترى الأنبياء قد اتخذوا * المشرك دهرا بالله من أوصياها أم نبي الهدى رأى الرسل ضلت * قبله فاقتفى خلاف اقتفاها

182

نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست