نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 170
قال أبو جعفر : ذهب ربع دينك يا بن أبي خدرة وهذه منقبة لصاحبي ليس لأحد مثلها ومثلبة لصاحبك ، وأما قولك : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار ) [1] أخبرني هل أنزل الله سكينته على رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلى المؤمنين في غير الغار ؟ قال : ابن أبي خدرة : نعم . قال أبو جعفر : فقد خرج صاحبك في الغار من السكينة وخصه بالحزن ومكان علي - عليه السلام - في هذه الليلة [2] على فراش النبي - صلى الله عليه وآله - وبذل مهجته دونه أفضل من مكان صاحبك في الغار .
[1] سورة التوبة : الآية 40 . [2] وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب - عليه السلام - بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار أن ينام على فراشه ، وقال له : اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى ففعل ذلك فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل - عليهما السلام - إني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الأخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين نبيي محمد - صلى الله عليه وآله - فبات على فراشه ، يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبرئيل عند رأس علي وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل ينادي : بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله عز وجل به الملائكة ؟ ! فأنزل الله عز وجل إلى رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) سورة البقرة : الآية 207 ، أسد الغابة ج 4 ص 95 .
170
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 170