نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 100
يا معاوية ، المؤمنون في الناس قليل ، وإن أمر بني إسرائيل أعجب حيث قالت السحرة لفرعون : ( فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ، إنا آمنا بربنا ) [1] . فآمنوا بموسى وصدقوه واتبعوه ، فسار بهم وبمن تبعه من بني إسرائيل ، فأقطعهم البحر وأراهم الأعاجيب ، وهم يصدقون به وبالتوراة ، يقرون له بدينه ، فمر بهم على قوم يعبدون أصناما لهم فقالوا : يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة [2] . ثم اتخذوا العجل فعكفوا عليه جميعا غير هارون وأهل بيته . وقال لهم السامري : هذا إلهكم وإله موسى [3] . وقال لهم بعد ذلك : ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم [4] . فكان من جوابهم ما قص الله في كتابه : ( إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) [5] قال موسى عليه السلام : ( رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين [6] . فاحتذت هذه الأمة ذلك المثال سواء ، وقد كانت فضائل وسوابق مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومنازل منه قريبة ، مقرين بدين محمد والقرآن ، حتى فارقهم نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم - فاختلفوا وتفرقوا وتحاسدوا وخالفوا إمامهم ووليهم ، حتى لم يبق منهم على ما عاهدوا عليه نبيهم ، غير صاحبنا الذي هو من نبينا - صلى الله عليه وآله
[1] سورة طه : الآية 72 - 73 . [2] سورة الأعراف : الآية 138 . [3] سورة طه : الآية 88 . [4] سورة المائدة : الآية 21 . [5] سورة المائدة : الآية 22 . [6] سورة المائدة : الآية 25 .
100
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 100