نام کتاب : المصباح ( جنة الأمان الواقية وجنة الايمان الباقية ) نویسنده : الشيخ إبراهيم الكفعمي جلد : 1 صفحه : 758
عليه وآله ما انسفحت الأمطار السواكب وانفسحت الآمال الكواسب أيها الناس إن داعي الموت قد حان وناح ونذير الشيب قد حال ولاح فكم من شجاع باسل قد ارتجم بما اجترم وأمسى من نشبه محروما وكم ذي درع سابل قد ارتغم بما اغترم فأصبح لعدوه مرحوما قد تمرمر عليه ما عذب عليه من مراضبه وحرج به ما رحب من مضاربه ونضبت سحائبه الحامية من مقاريه ونزلت قهرا أوزاره الهائمة عن مراقيه فاستوحش لاضمحلاله القريب واستأنس لاضمحلاله الرقيب قد زلزل الموت أقدام مواطيه ونشر مآتم مطاويه وضيق أرجاء مساويه وقطع أسباب مراسيه وسد سبل مجاريه وجذ آمال مراجيه أرداه بما أذراه ولاواه بما أولاه محاسنه قد محاها من حماها وما رثاها في ثراها قد بعد عن النوادي الدواني وصم عن المنادي المداني وشخص عن الموالي والعبيد والقريب والبعيد وانتقل من المداعاة إلى المعاداة ومن المهاداة إلى المداهاة ومن المتاحفة إلى المحاتفة ومن المساعفة المعاسفة ومن المكانفة إلى المناكفة ومن المرافقة إلى المفارقة ومن الملاصقة إلى المصالقة ومن المصاحبة إلى المحاصبة ومن شراب الرحيق إلى عذاب الحريق قد أدرجه رحيمه في أكناف أكفانه وبكاه حريمه مع أنواع أعوانه فباء بآثام المطامع والمطاعم ولم ينقذه الصديق المزامل والملازم قد كان لدرج العصيان مستلما راقيا ولأساطير البهتان ملتمسا قاريا أهواه فخره بأحلافه وأوهاه هوى جوره وإلحافه فانقطعت آماله واتصلت آلامه ورفضت أقسامه وفرضت أسقامه ألا وقد نادى الموت بإجرائه خيل المنايا بأرجائه وأفصح بأنبائه عما صنع بأبنائه أين من ذلل قطوف مجانيه لمناجيه وأسكن بحبوحة مغانيه لمناغيه أين من سها مساخطه لأضداده رائمة رامية وظباة سيوفه في نحور أعدائه
758
نام کتاب : المصباح ( جنة الأمان الواقية وجنة الايمان الباقية ) نویسنده : الشيخ إبراهيم الكفعمي جلد : 1 صفحه : 758