responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسترشد نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 686


إن كان كذلك فقد حسد إبليس آدم فأخرجه من الجنة .
355 - واما قولك ظلما ، فقد علم الله عز وجل وعلم الناس ان قريشا تفتخر على العرب بحق رسول الله ، ونحن أحق برسول الله من قريش جميعا ، فقال له الثاني عمر : قم عني ، فوثب ابن عباس ، فما ولي ، هتف به الثاني عمر من خلفه [1] إلى أين يا مولى علي ، ما كان منك لحقك



[1] - قال محمد بن جرير الطبري العامي ، ج 4 ص 222 : حدثني ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر ، فقال بعضهم : فلان اشعر ، وقال بعضهم : بل فلان اشعر ، قال : فأقبلت ، فقال عمر : قد جاءكم اعلم الناس بها ، فقال عمر : من شاعر الشعراء يا بن عباس ؟ قال : فقلت : زهير بن أبي سلمى ، فقال عمر : هلم من شعره ما نستدل به على ما ذكرت ، فقلت : امتدح قوما من بني عبد الله بن غطفان ، فقال : لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا قوم أبوهم سنان حين تنسبهم * طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا إنس إذا امنوا ، جن إذا فزعوا * مرزءون بها ليل إذا حشدوا محسدون على ما كان من نعم * لا ينزع الله منهم ماله حسدوا فقال عمر : أحسن ، وما اعلم أحدا أولى بهذا الشعر من هذا الحي من بني هاشم ! لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتهم منه ، فقلت : وفقت يا أمير المؤمنين ، ولم تزل موفقا ، فقال : يا بن عباس ، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد ؟ فكرهت أن أجيبه ، فقلت : إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني ، فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة ، فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا ، فاختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت . فقلت : يا أمير المؤمنين ، ان تأذن لي في الكلام ، وتمط عني الغضب تكلمت . فقال : تكلم يا بن عباس ، فقلت : أم قولك يا أمير المؤمنين : اختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت ، فلو ان قريشا اختارت لانفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود . واما قولك : إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة ، فان الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال : ( وذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فاحبط أعمالهم ) . فقال عمر : هيهات والله يا بن عباس ! قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره ان أفرك عنها ، فتزيل منزلتك مني ، فقلت : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ فان كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك ، وان كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، فقال عمر : بلغني انك تقول : إنما صرفوها عنا حسدا وظلما ! فقلت : اما قولك يا أمير المؤمنين : ظلما ، فقد تبين للجاهل والحليم ، واما قولك : حسدا ، فان إبليس حسد آدم ، فنحن ولده المحسودون ، فقال عمر : هيهات ! أبت والله قلوبكم يا بني هاشم الا حسدا ما يحول ، وضغنا وغشا ما يزول . فقلت : مهلا يا أمير المؤمنين ، لا تصف قلوب قوم اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش ، فان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قلوب بني هاشم . فقال عمر : إليك عني يا بن عباس ، فقلت : افعل ، فلما ذهبت لاقوم استحيا مني فقال : يا بن عباس ، مكانك ، فوالله اني لراع لحقك ، محب لما سرك ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ان لي عليك حقا وعلى كل مسلم ، فمن حفظه فحظه أصاب ، ومن اضاعه فحظه أخطأ . ثم قام فمضى . وذكر أيضا ابن الأثير في الكامل ج 3 ، ص 62 . على نحو ما ذكر من التاريخ .

686

نام کتاب : المسترشد نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 686
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست