علمت أنه سيحتاج إليه يوما ما ، فقال له الثاني : آت به ، وقدره وقاسه حتى إنتهى إلى الموضع الذي كان فيه في الجاهلية ، فوضعه فيه [1] ، فهو فيه إلى يومنا هذا ، فأزال المقام عن الموضع الأول الذي وضعه فيه رسول الله ووضعه في الموضع الذي كان فيه في الجاهلية ، ولم يرض بفعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا بقول الله حيث قال : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [2] فأبطل أمر الله ، ودفع أمر رسول الله ، وأحيى أمر الجاهلية والمهاجرون والأنصار حوله ، قد ضربت عليهم الذلة ، فليس منهم منكر
[1] - أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 12 ص 75 وفيه : وهو الذي اخر المقام إلى موضعه اليوم وكان ملصقا بالبيت . وتاريخ الخلفاء للسيوطي ط بيروت ص 128 وفيه نحو ما تقدم . وفي حياة الحيوان للدميري ص 249 في ( ديك ) ، وفيه : نحو ما تقدم . والنص والاجتهاد لشرف الدين ، رقم 39 ، ص 288 المترجم . و " الشيعة والسنة " للأستاذ المعاصر الدكتور محمد التيجاني السماوي ص 177 وفيه : فقد أخرج ابن سعد في طبقاته ج 3 ص 204 وغيره من المؤرخين : إن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة ألصق مقام إبراهيم بالبيت كما كان على عهد إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام لان العرب في الجاهلية أخروه إلى مكانه اليوم فلما ولى عمر بن الخطاب أخره إلى موضعه الآن ، وكان على عهد النبي وأبي بكر ملصقا بالبيت . [2] - سورة البقرة الآية 125 كما نص عليه ابن سعد في ترجمة عمر من طبقاته في صفحة 204 من الجزء الثالث والسيوطي في أحوال عمر من كتابه تاريخ الخلفاء ص 53 ، وابن أبي الحديد في أحوال عمر ج 3 ص 113 .