responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسترشد نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 295


110 - وحدثنا الحسين بن يوسف السعد ، عن عبد الرحمان بن محمد المحاربي ، قال : حدثنا سليمان الأعمش ، عن عباية الأسدي ، قال :
بينما ابن عباس جالس على شفير زمزم ، ونحن حوله إذ قام إليه رجل فقال : يا بن عباس فيما قاتل علي أهل لا إله إلا الله ، ولم يكفروا بصلاة ولا صيام ولا بزكاة ولا بحج ؟ فقال ابن عباس : ممن الرجل ؟ فقال :
رجل من أهل الشام ، فقال : أعوان كل ظالم إلا من عصم الله ، وسأحدثكم أن علي بن أبي طالب لم يقر له بفضله كما لم يقر موسى للخضر بفضله حين خرق السفينة ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قدمه وشهد جل أصحابه بالفضل له ، وعمر يقول : من قال غير هذا فهو مفتر ، عليه ما على المفتري [1] بغضا منه لعترة الرسول رحمه الله . رواه أبو داود ، قال :



[1] - قال محمد بن سليمان الكوفي في مناقبه ج 1 ص 366 رقم 293 : عن سعيد بن جبير قال : كان عبد الله بن عباس على شفير زمزم فجاءه رجل من أهل الشام فقام بين يديه فقال : يا بن عباس إني امرؤ من أهل الشام فقال ابن عباس : أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منكم سل عما بدالك قال : أتيتك أسئلك عن علي بن أبي طالب وقتاله أهل لا إله إلا الله الذين لم يكفروا بقبلة ولا بصلاة ولا بزكاة ولا صيام ؟ فقال ابن عباس : سل عما يعنيك فقال الشامي : لم آتك أضرب إليك من حمص لحج ولا لعمرة ولكني أتيتك لتشرح لي أمر علي وفعاله . قال : فقال ابن عباس : إن علم العالم صعب لا تحتمل ولا تقربه القلوب الصدية إن مثل علي فيكم كمثل موسى والعالم وذلك كما في قول الله : ( يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين * وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة ) ( الأعراف / 144 و 145 ) . فكان يرى موسى أن الأشياء كلها قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماؤكم قد أثبتوا لكم علم الأشياء كلها فلما أتى موسى ساحل البحر فاستنطق العالم أقر له بالفضل عليه ولم يحسده كما حسدتم عليا في فعاله فرغب موسى إليه وأحب صحبته وعلم العالم أن موسى لا يصبر عليه ولا يطيق صحبته فقال له : ( إن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا ) ( 70 / الكهف / 18 ) فخرق السفينة فكان خرقها لله رضا وسخطا لموسى وقتل الغلام وكان قتله لله رضا وسخطا لموسى وأقام الجدار فكان إقامته لله رضا وسخطا لموسى وكذلك كان علي لم يقتل إلا من كان قتله لله رضا وعند أهل الجهالة من الناس سخطا فاجلس حتى أحدثك : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما تزوج زينب ابنة جحش أولم وكانت وليمته الحيس وكان يدعوا من المؤمنين عشرة عشرة ، فإذا أصابوا طعام نبيهم استأنسوا بحديثه واشتهوا النظر إلى وجهه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يشتهي أن يخلوا له الدار وكان يكره أذى المؤمنين فأنزل الله ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ) إلى قوله : ( والله لا يستحي من الحق ) ( 53 / الأحزاب : 33 ) فلما نزلت هذه الآية كان الناس إذ دعوا إلى طعام نبيهم فطعموا لم يلبثوا فمكث النبي صلى الله عليه وآله في بيت زينب ابنة جحش سبعة أيام ولياليها ثم تحول من بيت زينب بنت جحش إلى بيت أم سلمة فمكث عندها يوما وصباحه إلى الغد . فلما تعالى النهار أتى علي الباب فدقه دقا خفيا فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله دقه وأنكرت أم سلمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أم سلمة قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . وهي لا تدري من بالباب - فقالت : يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره أن أقوم فأستقبله بوجهي ومعاصمي ؟ فقال : يا أم سلمة من يطع الرسول فقد أطاع الله ، قومي فافتحي له الباب فإنه لا يفتح الباب حتى يسكن عنه الوطؤ . فقامت وهي تقول : بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . ففتحت الباب . وأمسك علي بعضادتي الباب حتى إذا سكن عنه الوطؤ فتح الباب ودخل فسلم على النبي فرد عليه ثم قال النبي يا أم سلمة هل تعرفين هذا : قالت : نعم هذا ابن عمك علي بن أبي طالب . قال : إشهدي يا أم سلمة إنه سيد المسلمين من بعدي وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المتقين . إشهدي يا أم سلمة إن لحمه من لحمي ودمه من دمي . إشهدي يا أم سلمة أنه أخي في الدنيا ورفيقي في الآخرة . إشهدي يا أم سلمة أنه يبعث يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة يقال لها : محبوبة نصك ركبته مع ركبتي وفخذه مع فخذي . إشهدي يا أم سلمة أنه معي على الصراط يقول لأعدائنا أهل البيت : تعستم تعستم . إشهدي يا أم سلمة أنه يقاتل من بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين . أقول : وفي التعليقة هكذا : وإلى هنا ينتهي كلام ابن عباس برواية الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرايع وبعده هكذا : فقال الشامي فرجت عني يا عبد الله أشهد أن علي بن أبي طالب مولاي ومولى كل مسلم . إشهدي يا أم سلمة أنه مع الحق يزول حيث ما زال ، لا أخاف عليه فتنة ولا بلاء حتى يلقاني وقد وعدني ربي - ولن يخلف الميعاد - أنه يحفظني فيه ويسلم دينه حتى يلقاني .

295

نام کتاب : المسترشد نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست