وصحيفة اكتب لكم ما لا تضلون معه بعدي . فقال الثاني [1] : هجر رسول الله ! ! ثم قال : حسبنا كتاب الله ! ، وفي هذا القول كفر بالله العظيم ! لان الله جل ذكره يقول : ( وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) [2] فزعم عمر انه لا حاجة له فيما دعاهم إليه الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لعلمه ان الرسول يريد تأكيد الامر لعلي ( عليه السلام ) ، ولو علم أن الامر له أو لصاحبه لبادر بالدواة والصحيفة [3] . روى ذلك عبد الرزاق [4] عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله [ بن عتبة ] ، عن ابن عباس ، قال : لما حضرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلام ) الوفاة ، قال : هلم [5] بالدواة والصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ابدا ، فقال الثاني عمر : إن رسول الله قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ! ، فاختلف أهل البيت فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله كتابا لن تضلوا بعده ، فلما أكثر اللغط والاختلاف عنده ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قوموا .
[1] - وفي نسخة " ح " : عمر . [2] - سورة الحشر ، الآية : 7 . [3] - كما بادر في وصية أبي بكر له بالخلافة ولم يقل حسبنا كتاب الله . [4] - هو : عبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى ( 211 ) صاحب المصنف كما يأتي . [5] - وفي " ح " : هلموا .