نرد هذا الامر جدعا إذ [1] أزلتموه عن أهل بيت النبوة فخدعوا فقيل لهم : منا الامراء ، ومنكم الوزراء ، فصاروا هم الامراء ، ولم تكن الأنصار [2] و زراء فدعاه النظر للدين إلى الكف عن الاظهار ، ورأي التجافي عن الامر أصلح ، وعلم أن ترك منازعة من لا يصلح لكل الأمور لا يعادل التغرير بالدين ولا يفي بالخطاب في دروس الاسلام وما فيه فساد العاجلة والآجلة ، فآثر الخمول ظنا [3] بالدين ، وآثر الآجلة على العاجلة . ثم وقع أمر الردة ، وامتنع كثير من الناس أن يخرجوا إلى محاربتهم ، فقالوا لأبي بكر : كيف تخرج ؟ وابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قاعد عنك ؟ ! فضرع أبو بكر إلى عثمان بن عفان ، وسأله أن يكلم علي بن أبي طالب عليه السلام ويسأله البيعة فإنه لولا مخافة اضطراب الامر عليه لجعلها لعلي ، فعندها مشى عثمان إلى علي عليه السلام ، فقال : يا بن عم رسول الله ، إنه لا يخرج إلى قتال هذا العدو أحد وأنت قاعد . 19 - رواه الواقدي قال : حدثني عبد الرحمان بن جعفر ، عن ابن عون قال : ما ارتدت العرب ، مشى عثمان إلى علي عليه السلام ، فقال : يا بن عم [ رسول الله ] إنه لا يخرج أحد في قتال هذا العدو وأنت لم تبايع وقد
[1] - وفي " ح " : إذ قد أزلتموه . [2] - وفي " ش " : ولم يكونوا أعني الأنصار وزراء . [3] - وفي " ش " : ضنا .