نام کتاب : المزار نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 8
تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله . نحن وإن كنا نائين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين ، حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا نحيط علما بأنبائكم ، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم ، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون . إنا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء [2] واصطلمكم ( 2 ) الأعداء ، فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم ( 3 ) من فتنة قد أنافت ( 4 ) عليكم يهلك فيها من حم أجله ( 5 ) ويحمى عنها من أدرك أمله ، وهي إمارة لأزوف ( 6 ) حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا ، والله متم نوره ولو كره المشركون . اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية يحششها ( 7 ) عصب أموية ، يهول بها فرقة مهدية ، أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن ، وسلك في الطعن منها السبل المرضية ، إذا حل جمادي الأول من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه ستظهر لكم من السماء آية جلية ، ومن الأرض مثلها بالسوية ، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق ، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الاسلام مراق ، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق .